المقالات

إلى الوزراء وكل المسؤولين مع التحية

بقلم : منى المعولي

مازلنا نعيش لقاءات عاهل البلاد المفدى بأعيان ورشداء ومشائخ المحافظات وما زال جلالته يسطر لنا رسائل سياسية واجتماعية واقتصادية وعلى العاقل أن يفهم ويتعلم وينفذ ويتعظ

هي جملة كنت أستلذ بإعادة سماعها وأعتقد جُلّ الاعتقاد أن كل مواطن إلتفت إليها؛ حين قال سلطاننا:

الحكومة وجدت لخدمة المواطن وبالتالي أي وزير أو وكيل أو أي مسؤول في جهة حكومية وجوده في ذلك المكتب لتحقيق الغاية الأسمى وهي خدمة الوطن والمواطن

رُفعت الأقلام وجفت الصحف سيدي ومازلت تؤكد لنا ” لا أحد فوق المواطن” و ها أنت تبعث لنا بإشارات الاطمئنان وكأن لسانك يؤكد لنا ما لم تنطقه شفتاك مباشرة إلا أن أفعالك وأقوالك تقصدها ” إطمئنوا لا أحد فوق الوطن والمواطن ” ولعل هذه الجملة من الواجب على كل مسؤول أن يقف عندها كثيراً ومطولا ليعلم أنه إن كانت من صلاحياته أن يقوم بمهامه وينفذها؛ فنحن كمواطنين يعطينا اليوم جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه حق تقييمه لأن باختصار شديد ذلك المسؤول إنما وجد كما قال جلالته للغاية الأسمى وهي خدمة الوطن والمواطن.

هل تعلمون ماذا يعني هذا؟

هذا يعني أن كل صوت ومناشدة ستصل، كل إخفاق أو تقصير أو ظلم أو جرم سيصل، لأن أبواب اللقاء بيننا وبين قائدنا اليوم مشرعة ومفتوحة، ولأن ما كان بالأمس شبه مستحيل، أصبح اليوم متاح، ولأن من فكر بالأمس أن منصبه يحصنه، فهو اليوم سهل الاختراق من هفوة أو كبوة أو ذات انتشاءة أو غفلة.

وكما هو هاجس الشارع العماني تجاه الصحة والتعليم؛ كان السلطان رعاه الله يؤكد “أن الصحة والتعليم هي من أساسيات برامج الحكومة التي تقدم للمواطن” أي لا مساس بهما إنما هما أهم الأعمدة ونقاط الارتكاز التي تمضي الحكومة لتحقيق دعائمهما الأساسية للوصول بهاتين الخدمتين في عمان إلى مصاف الدول المتحضرة.

عامان قد انقضيا منذ أن تسلم جلالته زمام الأمور في البلاد ولكن ربما حين نربط البدايات والخطاب الأول بالمنجزات التي تحققت مروراً بالخطابات الجزئية والتي تحمل في مجملها سلسلة من الأحداث تشكل في نهايتها خارطة ذهنية في عقولنا لنتسائل أين كنا؟ ماذا استجد وتحقق؟ أين نحن اليوم؟

ومن يربط بين حديث الساحة عن الأندية وبين ما تطرق إليه جلالته اليوم عن الأندية الشعبية وعن دورها المهم يعلم جيدا أنه معنا وكما نحن نتحدث بين أنفسنا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي عن ما ينقص تلك الأندية نجد أن عاهل البلاد يشغله الأمر تماما ويؤكد في حديثه أنه سيتم الاهتمام مضيفا أن الأندية تلك لم تعد اليوم هي منفذ للترفيه فحسب بل أصبحت مصانع للاقتصاد ولا يختلف اثنان أن تلك الأندية تحتضن الشباب وهم رأس مال الأمة ومصدر ثرواتها وبهم وعلى سواعدهم تنمو البلاد وتزدهر، ناهيك عن الاستثمارات الأخرى التي قد تدرها تلك الأندية إذا ما فكرنا في جملة سلطاننا ندرك العمق المتجذر في القليل القليل من الكلمات، فالأندية اليوم تُستأجر ملاعبها المعشبة وتستغل مسارحها وقاعاتها وتؤدي أدواراً عدة تهيأها فعلا إلى أن تكون مصانع للاقتصاد.

أختتم قولي بتأكيد شيئا مهما جداً : لقد حبا الله عمان بسلاطين يتمتعون بمدارس من الحكمة والتعقل والاختصار في القول والاسهاب في تنفيذ الأفعال.

لاينكر أحدنا وخصوصا بوعود قد أُنجزت وفي وقت زمني قصير بعد سنوات جف فيها معظم الأشياء وتوقف التوظيف فيها، وتوقفت الدرجات المالية بشكل تام حتى غدت مؤخراً كل ما كان بالأمس ملتف ومعقد ينساب اليوم وإن كان بشيء من التمهل والحذر؛ إلا إننا نستعد للخروج من عنق الزجاجة إلى رحاب الوعد والفضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى