المقالات

لأجل الأقصى

بقلم: إبراهيم عطا

الاعتداء على المصلين بهذا الشكل الوحشي داخل المسجد الاقصى واصابة واعتقال المئات منهم قبل صلاة الجمعة، وكذلك سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء في يوم واحد مؤلم جدا لكل فلسطيني ولكل عربي ومسلم حقيقي، ولكن الاشد ايلاما لنا جميعا هو هذا الصمت العالمي والعربي المخزي على جرائم الاحتلال الصهيوني المتكررة…
واذا كان الاعلام العالمي (الغربي والامريكي) تحت سيطرة الصهاينة وموجه من قبلهم، فماذا عن الاعلام العربي الرسمي وغير الرسمي، أم اننا فعلا تحولنا الى ابواق بيد الاعلام الغربي، ولا ننقل الا ما ينقلون ولا ننشر الا ما يهمهم ويتداولون…؟
واذا كان الاعلام الرسمي الذي يطبل للانظمة العربية الحاكمة والمتواطئة مع بني صهيون، لا يعير الاهتمام اللازم لاهم قضايا الامة العربية واقدسها، فماذا عن الاعلام الخاص وعن وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة للجميع، وعن دوري ودورك يا اخي في معركة الدفاع عن المقدسات، وتحرير المسجد الاقصى المبارك، مسرى الرسول الكريم، من براثن الاحتلال وتدنيس المستوطنين الصهاينة القادمين من مشارق الارض ومغاربها…؟
ما زلت اذكر ما قاله السيد حسن نصرالله ردا على سؤال لاحد المواطنين الجزائريين المتحمسين للانخراط بصوف المقاومة، مؤكدا له “نحن ساحة صغيرة ولدينا ما يكفي من مقاتلين، ولكن بامكانك ان تكون مقاوما من موقعك…”، وهو ما وجدته فعلا في الكثير من الاشخاص الاوفياء الملتزمين بالدفاع عن القضية، *”بما ملكت ايمانهم”،* وكذلك من بعض الشخصيات التي تشرفت باللقاء معها، ومنها مفتي سلطنة عمان الذي نكن له كل الاحترام والتقدير، عندما قلت له بان تصريحاته المؤكدة على الحق في مقاومة الاحتلال في فلسطين لها نفس قوة وأثر صواريخ المقاومة، رد علي بالقول *”وهذا اقل ما يمكن ان نقدمه لاخوتنا في فلسطين…”*
وفعلا كل منا ومن خلال عمله وموقعه ومهما كان منصبه بامكانه ان يقدم الكثير لدعم نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني المدافع عما تبقى من شرف وكرامة لهذه الامة، مثل نشر الوعي بين الناس، والتعريف باهمية القدس للعرب والمسلمين، وكذلك من خلال المقاطعة والفن والابداع في كل المجالات…
نعم، بامكانك ان تكون مقاوما من خلال الرياضة كما فعل الكثير من الرياضيين من الجزائر وليبيا والكويت والاردن، وكذلك من خلال الكتابة والرسم وكل انواع الفنون، وقد كان الشهيد المخرج حاتم علي مثالا رائعا على الفن المقاوم، وكذلك المطرب الفلسطيني محمد عساف وغيرهما الكثيرين…وفي الفترة الاخيرة برزت الدكتورة المطربة دلال ابو آمنة، والتي جعلت صوتها مقاوما وحولت الاغاني التراثية الى صواريخ عابرة للحدود التي فرضها الكيان الغاصب حتى طالت كل المدن الفلسطينية المحتلة، موحدة فلسطينيي ٤٨ مع فلسطينيي ٦٧، وصولا الى قطاع غزة المحاصر، والذي منعت من دخوله فعملت حلقة مشتركة مع نساء من غزة بينما وقفت هي مع مجموعتها عند اقرب نقطة للجيتو المحاصر، وبالتحديد في منطقة الطنطورة حيث وقعت واحدة من ابشع المجازر الصهيونية….
ولكن مهما كانت التضحيات بالامس واليوم وفي كل يوم فهي جزء من هذه المقاومة المستمرة ضد المحتلين الصهاينة الذين *(يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون)*..وفي النهاية سوف يتغلب دمنا على سيفهم وارهابهم وينتصر الحق على الباطل…فلا تقف يا اخي صامتا متفرجا وعاجزا، وقدم ما تستطيع او تشاء حتى لو كان مجرد كلمة او صورة او دعاء، وهذا اضعف الايمان، وجمعة طيبة لكل الاحبة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى