المقالات

العالم بعد ” فيروس كورونا ” نحو الاكتفاء والانكفاء الذاتي

بقلم : نورة الجساسية

كثيرة هي التحولات التاريخية التي مرت على البشرية ، والتي أعادت صياغة توجهاتها ومساراتها واهتماماتها وكذلك أولوياتها .
وهذه التحولات تتنوع من أحداث سياسية كالحروب والاغتيالات وانهيار الأنظمة أو دولة ما وقيام أخرى أو كانت هذه التحولات تتعلق بالطبيعه كالكوارث الطبيعيه أو انتشار الأوبئة وما تسببه من آثار قد تمكث طويلا جدا يطول معها الزمن والحدث .
أو تحولات مرتبطه بالبشر فكريا وعلميا كما حدث في اختراع الطباعه أو اختراع الآله الكهربائية بشكل عام .
إذا فالبشرية تنتقل عبر محطات مختلفة لعوامل شتى تتغير معها التوجهات والسياسات وطريقة التعاطي فكريا وعلميا واجتماعياً وإداريا .
وإن العالم بعد جائحة فيروس “كورونا ” سيبدو مختلفا تماما عما كان عليه قبله ،
فعندما تدرك الدول أن الخطوة الأولى لحمايتها هي الانغلاق على نفسها ولو كان جزئيا وإن كان مسار البضائع مفتوحا فإن هذا يدعوها إلى التفكير في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات الصناعية والغذائية والطبية، وخاصة بعد بروز مشكلة تناقص بعض المعدات والمحاليل والعلاجات الطبيه نتيجة للأزمة وكثرة الطلب عليها .

وأن الاكتفاء الذاتي للدول داخليا وإن لم يكن مكتمل الأركان بنسبة 100‎%‎ كونها ستحتاج أحيانا المواد الخام من خارجها إلا أن هذا يجعلها
تصاب بالبرود في علاقاتها الخارجيه
عدا ما يتناسب مع مصالحها الداخليه.
ولهذا فإن العالم مقبل على نوع جديد من العلاقات الدوليه بعيدا عن التكتلات والتحزبات السياسية والدينيه ، وهنا أستطيع أن أصفه بأن القادم في العلاقات الدوليه أغلب التقدير هو سياسة عدم الانحياز ، وأن مصالح الدوله الداخليه هي ما تحدد علاقاتها الخارجيه .
وبالتالي أستطيع القول هنا أن
هذا الأمر ربما يكون مقدمة لخيرٍ قادمٍ للبشرية.
حيث ستشهد السنوات المقبلة توقفا للحروب ولو لعقد من الزمن لأن الحرب عادة يقوم على التكتلات والجبهات المتعددة.
مما يسمح للبشرية بالنمو والتنمية حتى حين.
ولذلك يمكن القول ختاماً رُبَّ ضارةٍ نافعه “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى