المقالات

إعلام ورسائل مبطنة

بقلم/ عبدالله بن حمدان الفارسي

كل الشكر لإحدى القنوات العربية الإعلامية على اختصار الفصل الدراسي واحتواء المنهج بكامله في عدة دقائق، لإيصال ذلك التكدس والكم الهائل من المعلومات إلينا، وإزالة القناع لكشف الخافي والمتستر، لقد كنا وما زلنا نعتقد أن الإعلام مهنة شريفة ذات احترافية بالغة الدقة، من حيث الوصف والصحة التقريبية في نقل الخبر، والتقرّب بقدر الإمكان من موقع الحدث والمصدر، والمصداقية في عرض المشهد.
وبما أن الإعلام يحتوي على عدة مناهج لكل منها أسلوبه في الطرح والعرض والجذب، فهناك من يتخذ الإعلام وسيلة للرقي فوق أكوام التدليس وفبركة الأحداث؛ للوصول إلى ما تصبو له نفسه المتعرية من معاني الأخلاق المهنية مطبقا ( الغاية تبرر الوسيلة)، نعم بهذه العبارة التي عادة ما يتخذها المتسلقون سلالم صعود للمجد الزائف.

ففي أوج المحنة وإفرازاتها المؤلمة، ومواجهة الصعاب وما يتمخض منها، وفي وقت التصدي والتعارك مع قوة الطبيعة غير الطبيعية، نجد هناك من يتصيد بشباكه البالية ليعبث بمشاعر الوطن ويسخر من وجع المواطن، الوضع الذي لاتجد له المبرر السليم أو تلتمس فيه الغاية ذات الدلالة الإنسانية أو العذر بمعرفة السبب.
سلطنة عمان شامخة بترابها الشريف وسلطانها الشهم وشعبها الأبي، لاتحني هامتها الصعاب، ولا تكسر صلبها المحن.

ما مر عليها وما يمر ليس إلا اختبار يراد به إظهار معادن ونقاء وأصالة أبناء عمان؛ ليقف لهم العالم رافعا قبعة الاحترام، مصفقا بمشاعره قبل يده لهم على تلاحمهم وتأزرهم وتكاتفهم، هذه هي مخرجات عمان وكنوزها التي لا تصدأ، و ليست التي حاول إعلام البعض عرضها على شاشة قناته ذات الهشاشة المعلوماتية والركاكة الإعلامية، نحنُ بصفتنا عمانيون لم تعد زيارة إعصار شاهين المقدرة من الله لنا توجعنا، بقدر ما أصابنا من كنا نعتبرهم السند والمسند، سخرية هستيرية استفزازية بساحة العزاء، كيف يكون الرقص والغناء حين البلاء؟! وماهذا البلاء إلا عسر يخلفه يسر.

شخصيا ويشاركني الكثير من أبناء عمان أوجعنا ماشاهدنا على شاشة تلك القناة من إعلان هابط لا صلة له بالاحترافية المهنية الإعلامية لا من بعيد ولا قريب، إن ما يدعو للاستغراب هو كيف تسمح قناة لنفسها وبمستوى مكانتها وقامتها الإعلامية أن تجعل من مادة إعلانية أن تدخلها في مستنقع الهبوط؟! والمخجل في الأمر كيف تتفاخر بهكذا مادة إعلانية وإلصاق شعارها على الإعلان؟!
كنا ننتظر منها الوقوف الإيجابي الذي يحمل معاني الأخوة والصداقة والروابط الإسلامية والعربية والوحدة المجتمعية، سلطنة عمان لا تسقط إلا وهي واقفة، ولا تحني هامتها لتلتقط ماسقط، ما مضى مضى وما قدَّر الله وقع، نعم هي المحن والصعاب لاكتشاف الأصالة وبريقها.

دمتِ بلادي عزيزة شامخة بأبنائك المخلصين ولا تأبهين أبدا للضجيج المفتعل، والحياة عبر ومواقف، وعسر ويسر، ودوام الحال من المحال، ولايسعنا إلا أن نقول بصوت واحد ( صبر جميل والله المستعان).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى