المقالات

المجد للاستثائيين، صناع الأوطان

د.سيف الهاشمي
 وطننا الغالي له حقٌّ كبيرٌ علينا وعلى كل من ينتسبون إليه، وبكل تأكيد لا يتم ذلك بكثرة التغنّي به، أو كتابة الأشعار، أو وضع الملصقات الوطنيّة في كل مكان، بل يكون ذلك بالحفاظ عليه، والعمل لأجل رفعته، ورفعة الجميع فيه لأننا بكل ببساطة نتقاسم فيه كل شيء ؛ الماضي والحاضر والمستقبل ، الأصل والتاريخ ، الحضارة والمجد ، الهواء، والماء، والتّراب ، …..

بناء الإنسان لذاته، ولنفسه أولاً هو الأساس لبناء مجد الوطن ، فكلما قوي الفرد قويت الجماعة، وقوي المجتمع، وبالتالي قوي الوطن،
يجب ان يكون لنا أهداف نسعى لتحقيقها في هذه الحياة ، أهداف تسموا فوق المصلحة الشخصيّة لتتلاقى على الدوام مع مصلحة الوطن،
ان كنّا نحلم بأن نبني مجداً فعلينا بالعمل لأجل ذلك ،
المجد لا يُباع ويُشترى ! المجد تصنعه النفوس الشجاعة .. وتحميه القلوب المخلصة النبيلة !
أجدادنا سطروا لنا مجداً عظيما ورثناه أباً عن جد ، ولكن هل ذَا يكفي !!
هل يكون المجد. فقط في قراءة كتب التاريخ التي سطّرهاأجدادنا ….و بانجازاتهم نتغنى
أم أن المجد الحقيقي أن نكتب سطوراً في كتاب التاريخ سيقرأه أحفادنا من بعدنا ،
متى نفهم أن المجد لا يصنع الا بالعمل وحمل المسؤولية والصمود للعقبات الجسام والبطولة في كل ميدان من ميادين الحياة ،
المجد الحقيقي ليس مكانه بين الشوارع والأزقة والطرقات ، وإنما في المعاهد والمعامل والمصانع والحقول
نحتاج ان نكون إستثنائيين ، في كل شيء ،
أحدهم قال يوماً :- اعطني المحبة، والإرادة والخيال، أعطك وطنا.
نعم نحن كذلك في أخلاقياتنا وتسامحنا وتعايشنا ولكن كل. ذلك فقط احد أركان الثالوث ( المحبة )
صناعة المجد للأوطان فن.. والفن يحتاج اول ما يحتاج إلى الخيال.. والخيال هو البراق إلى المستقبل.
الخيال هو في الأساس «الحلم» الذى يحيا به القادة الاستثنائيون فى كل تفاصيل حياتهم حتى يصبح واقعاً ماثلاً أمامهم مهما كانت التحديات،.ولنا في قراءة التاريخ الحديث عبرٌ ودروس .دولٌ لم يكن لها وجود في صفحات التاريخ ولا في خرائط الجغرافيا ، أصبحت رائدة في مجالات الإقتصاد والتكنولوجيا والعلوم .
أولئك هم المبدعون الذين يتعاطون مع الأشياء بطريقة خارجة عن المألوف، سواءً كان مدرساً او طالب علم ، عالماً أو فناناً أو رياضياً أو رجل أعمال، كل في عمله مهما كان ، هم صناع الحضارة !!
نحتاج لأن تكون لنا رؤية ثاقبة نراها كالشمس الساطعة فى كبد سماءٍ صافية، فالرؤية هي جسر بين الواقع المأمول والمستقبل المنظور، هذه الرؤية لا تكون ذو أهمية إن لم تكن مقرونة بروح المبادرة والاستباقية ،
و كما قيل «أعطنى قائداً استثنائياً استشرافياً، أمنحك مجتمعاً ريادياً ابتكارياً»
لنكن جميعاً قادة إستثنائيين نعمل يداً بيد ، بروح الفريق الواحد ، بصرف النظر عن مواقعنا ومراتبنا الوظيفية، نعمل على غرس وتنمية روح المواطنة الإيجابية والعطاء الوطنى
لنشعل فى النفوس الراكدة فتيل الحماس عبر التقدير والتحفيز والتشجيع لنزرع فيهم روح الفريق الواحد ، حتى تكون «نحن» الغائبة أكثر من «أنا» الحاضرة الغالبة.

هكذا يبنى مجد الأوطان بوجود قادة استثنائيين في كل ركن من أركان الوطن وفِي كل معترك من الحياة في كل بيت .
فالمجد لا يكون إلا للإستثنائيين ، بناة الأوطان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى