المقالات

سليل السلاطين إلى رياض الملك

بقلم:منى المعولي

” الاستثنائيون هم من يغيروا التاريخ” ويصنعوا الفارق وهذا مايبدو واضحا وجليا من نهج العلاقات الإستثنيائية بين القيادات الحكيمة.

 وها نحن نترقب بشغف المتفائل ونقرأ كل خبر بنهم يعيد لنا ذكرى الأيام السالفة من تاريخ العلاقة الأخوية العمانية السعودية..وبما أن من المنتظر قريبا أن تحط رحال الطائر الميمون لعاهل البلاد المفدى في رحاب بلاد الحرمين الشريفين وأرض خاتم النبوة والرسالات لتحج القلوب بالمشاعر تماما كما تحج بالشعائر، وبعلاقة يسودها الود وخطوات محفوفة بالثبات وألفة متينة واعية تؤكد مدى الترابط بين العلاقات العمانية السعودية الساعية لتحقيق تعاون استثنائي ينعطف بالروابط العميقة بين البلدين الشقيقين إلى كل ما يأمله وينتظره ويصبوا إليه شعبهما ..  

فتوافق الرؤى والشراكة لتجديد الأواصر والتلاحم بين القيادتين ما هو إلا تاكيدا على مضامين هذه الرؤى.. والمعاني التي تحملها الزيارة التاريخية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله وأيده بالحق حلا وترحالا- للملكة العربية السعودية وهي الأولى من نوعها منذ توليه – حفظه الله-  مقاليد الحكم في عمان.

لها بعدها العميق ومدلولها الأعمق لتعزيز الشراكة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- أعزه الله- في خطوة استباقية واستشرافية في أكثر من جانب لوضع رؤية مستقبلية مشتركة في العديد من القضايا والاهتمامات  الخاصة بأمن المنطقة واحلال السلام في الإقليم العربي.

إن المراقب للحركة الدبلوماسية بين مسقط والرياض يجد بين تفاصيلها تعاضد مزون والحجاز وهو تعاضد متجذر ضارب في أعماق القدم لتلتقي الشقيقتين عند الهدف الأسمى والأعمق، ذلك الهدف الذي يطوي المسافات ويختصر المساحات ليبقى شغله المنشود هو وضع المساقات الإنسانية في طور التقدم والنمو والإزدهار حيث يمثل التظافر العماني السعودي شكل من أشكال التعاون الذي يتنحى عن البراغماتية؛ وهذا هو ديدن العلاقات بين كافة الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي.

وعلى خطوات المقام الخالد السلطان قابوس – طيب الله ثراه- يسير الهيثم بخطى حثيثة حاضنة للتقارب والمحبة مع الجميع، فعمان تنتهج سياسة واحدة موحدة وواضحة فلا تغيرها الأهواء السياسية ولا تعصف بها متغيرات الوقت ولا الظروف وهذه عقيدة راسخة وركيزة ثابتة لدى سلطنة الأحرار حتى في خضم الخلل البينوي الذي قد يسرح ببعض الدول؛ بقت عمان قادرة على النأي بنفسها عن أي خلاف.

مفرح حين نرى تجسيدا حقيقيا للشعارات التي ارتبطت في أذهاننا منذ الطفولة بأهازيج ترددها الجوقات والملاحم والاجتماعات” خليجنا واحد ومصيرنا واحد” ولربما نحن بحاجة لوحدة هذا المصير اليوم أكثر من الأمس في عصر فيه الاضطرابات والارتيابات والإرتباك شرقا وغربا تتحكم بمصائر الأمم

إني أرى أن السلطنة والمملكة اليوم تسيران على خط الوئام والثقة تتسيدها الروح الوثابة التي تقفز وتتدفق نحو التحضر ، سلطنة عمان والسعودية محفوفتان بعلاقة دافئة، ولم تكن العلاقة العمانية السعودية ذات يوم علاقة عدم التقاء؛ ونذكر ونكرر من باب التأكيد لا المغالاة أن البلدان يشكلان ثقلا جغرافيا استراتيجيا لايمكن وصفه بجملتين وما استمرارية هذا التوافق إلا لمكانة هاتين البلدين وبرغم جميع المناخات الساخنة التي تمر بها أجواء المنطقة إلا أن نقطة التلاقي بين البلدين دائما تكون حاضرة فكلا البلدين يسعيان لإدارة ملفات المنطقة بحكمة واقتدار لأجل السير نحو خطى حثيثة وثابته للنهوض بشعبيهما أولا ولحفظ التوازنات في المنطقة ..

وها نحن اليوم نقف على مشارف هذا الوفاق الذي تترجمه القيادتين الحكيمتين .

ختاما ؛ قد تختلف وجهات النظر وقد تتوافق وبين هذا وذاك، نتفق أن الخطى العمانية السعودية تقودها إرادة قائدين نصبا وضع أعينهما أن الخليج جزء لايتجزأ من بعض طالما النوايا صادقة في جعل الوطن والمواطن أولى أوليات القادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى