المقالات

بالروح أو بالمال وبسواعد الرجال سنحمي الدقم

بقلم:منى المعولي

يبدو أن المارد الاقتصادي والعاصمة التجارية المستقبلية للمحيط الهندي المتمثلة بالمنطقة الاقتصادية بالدقم بدأت توقظ بعض دببة المصالح من بياتها الشتوي منذ بزوغ العهد الجديد؛ وبدأت الدقم تقض مضاجع المتنافسين الاقليميين ، وليس من باب الصدفة أن تنتأ لنا بين الفينة والأخرى بعض المنشورات السلبية والمثبطة التي تحاول محاولات أخيرة يائسة أن تجدف بالرأي العام الداخلي والخارجي عكس تيار المسار الحقيقي.

كما أنه ليس من باب الصدفة أن ينبري أحد التافهين ومدعي التحليل السياسي من هنا وأحد المغردين والحاقدين من هناك ليعيقوا مسيرة الدقم المظفرة بإذن الله

مدينة الدقم المعول عليها الكثير، تعتبر للعمانيين خطًا أحمر، فنحن لاننظر إليها على أنها مشروع اقتصادي بحت أو رافد مالي مستديم في عز تذبذب أسعار النفط فقط، بل هي المستقبل للأجيال العمانية القادمة وهي لؤلؤة مكنونة ودانة ثمينة في تاج عمان السلطاني، والحلم الذي نبنيه بالثقة التي تجعلنا نكسر يد العابث إذا ما اجترأت للتطاول عليها من داخل الحدود أو من خارجها.

وليس من المبالغة والتهويل أن تستحوذ الدقم جل انشغال العمانيين حكومة وشعبا إلا أن المعطيات والحقائق المرسومة على أرض الواقع هي من تفرض تلك الأهمية وتعنونها في مقدمة الاولويات .

فلا يمكن التغافل أولا عن الأهمية الاستراتيجية للدقم والتي تجعل منها محوراً أساسيا فاصلا يرتكز عليه الأمن الاقتصادي العماني. لا سيما أنها أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها رؤية عمان ٢٠٤٠، مما يهيئها لأن تكون بمثابة القوى الناعمة المتصاعدة لعمان وأحد مصادر تنوع دخلها القومي والسبب الرئيسي لرفاهية العمانيين كما أنها في الوقت ذاته ستكون بإذن الله أحد عناصر قوى عمان الصلبة لحماية أمننا القومي من المنظور الاقتصادي

إن وجود منطقة الدقم على الجغرافيا العمانية وبعدها النسبي عن المناطق الساخنة للصراعات يجعل منها واحة للأمن الاقليمي وملاذا آمنا من التهديدات ومنغصات الامن البحري

وفي عنفوان تفاؤلنا المنطقي إلا إننا لا يمكن أن نتجاوز بعض المعوقات والتحديات التي تشغل بالنا بين الأحايين؛ ولكي تمضي عجلة التنمية الاقتصادية على ذات النسق والطموح المستشرف به؛ فإنه لابد من عدم اعطاء فرصة للفساد الإداري والمالي في بعض مؤسسات الدولة بالولوج إلى معابر التنفيذ، لاسيما بعد الإصلاحات الإدارية في العهد الجديد حيث جمعت المناطق الاقتصادية والحرة تحت مظلة واحدة وتم السيطرة على كافة المعوقات الادارية والمجتمعية وتوقف الهدر المالي وصح الصحيح واعتدل المعوج فلله الفضل والمنة
كما علينا أن نكون متيقظين لأخطار المتنفذين وصراع اللوبيات و البيروقراطية المعقدة التي لم تعد تتوافق مع متطلبات الحاضر .

فبالرغم من إجراءات التصحيح التي اتخذها جلالة السلطان حفظه الله ورعاه إلا إننا يجب أن نعترف أن الخلل لايكمن دائما في أعلى الهرم المؤسسي بل أن هناك جذوراً وفساداً يتضمن شرائح أقل في التسلسل الوظيفي وربما مازال هذا الامر من أكبر التحديات التي استمرت معنا مع وجود الأمل بتلاشيها مع الأيام.

ومع ذلك فإن الشعب العماني بنخبه ومثقفيه لا يعفى من المسؤولية في تصدير بعض الأراء السلبية إلى الخارج أوإعطاء انطباعات غير حقيقية عن واقع الاستثمار في البلد!

وفي ذات السياق علينا أن نضع عدة اعتبارات في الحسبان تجعلنا نتيقن أن منطقة الدقم نفسها تشكل هاجسا خارجياً تجعل البعض يتصبب عرقاً وقلقا من أن يسحب مشروع الدقم الاقتصادي البساط من تحت الكثير من الموانىء مما قد يؤدي إلى انعكاس المسار وتغيير معادلة اليد العليا واليد السفلى!
وفي هذا المقام لا بد من استعراض أهم التحديات الخارجية التى تحتم علينا المصلحة الاستراتيجي وضعها في عين الاعتبار ،،،والتي نلخصها في الصراع الجيوسياسي والإقليمي المتمثل في الصراع الدولي بين الولايات المتحدة والصين أو الصراع الغربي الإيراني وكذلك صراع الموانىء في القرن الأفريقي وحرب اليمن

وعليه فإن الدقم ما زالت بحاجة لدعم الشعب العماني ، وإنه من المؤمل استنهاض وشحذ همم الجميع من مؤسسات حكومية أو خاصة أو مؤسسات المجتمع المدني وكافة الموسسات الاعلامية الرسمية والخاصة ووسائل التواصل الاجتماعي في أن تروج لجوهرة التاج السلطاني وتدعو بثبات لتوضيح أهمية الدقم وأن نقف جميعا لسانا واحدا ويدا واحدة في وجه أي عين سوء تتربص بعمان ودقمنا الغالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى