المقالات

قم وعظم التاريخ: إنها حضارات عمان

بقلم: منى المعولي

ضارب جذوره في عمق التاريخ يتفيأ بظلال من عبروا الزمان، متأثثًا بذاكرة من الأزمنة الطويلة، راويًا قصة أجساد اندثرت وغابت عن عالمنا، احتفظت آثارها بشهادة مجيدة، تسردها لتروي لنا قصص عشرات الآلاف من السنين، تحفة معمارية وبناء متفرد، ذاك هو حال متحف عمان عبر الزمان، الذي وضع أساسه جلالة السلطان الوالد الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، وأتم مسيرة شموخه بافتتاحه السلطان المجدد لنهضة عمان وقائد مسيرتها الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – أبقاه الله وحفظه لعمان- المتحف الذي يعد صرحًا حضاريًا يضم بين أجنحته الباهرة أجزاء من تاريخ متمدد متوالد متكاثر، وإن كان تاريخ عمان لاحصر له ولا زاوية، حيث قامت على أكتاف العظماء حضارة نُحتت على تفاصيل المكان، نقوش ورسوم وكتابات وأفنية، ومجسمات وأحجار، ومدافن، وسفن تحكي قصص متواترة عن مزون ومجان، وسلطنة عمان.

روايات تمخر عباب تفاصيل التاريخ، تصور حياة من عاشوا عبر حقبة من الأزمنة، وتسرد يومياتهم وأدواتهم وتشي بحياة لم نرها ولن نراها إلا عبر تلك التحفة التاريخية من متحف عمان عبر الزمان، حروب وسلام وملوك وإمبراطوريات، وسلاطين وأئمة، و رموز وآثار.

تستند ذاكرة المتحف على تقنيات العصر، وتتدخل بين أركانه الثورة الرقمية، فيمتزج الماضي التليد بحداثة الحاضر.

إطناب وإسهاب، أو استرسال، واختزال، وأي سرد قد يطول أو يقل لا يمكن أن يباغتنا ويختزل حضارة ٨٠٠ مليون سنة هي حجم السنين، التي تمثل حضارة عمان عبر التاريخ بأكمله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى