المقالات

فلسطين تحتاج لخطوات مشرفة

بقلم: إبراهيم عطا

هل كانت فلسطين فعلا بحاجة لتلك المستلزمات الطبية المتعلقة بفيروس كورونا التي وصلت أول امس على متن طائرة امارتية الى مطار بن غوريون في تل الربيع (تل ابيب)، ام ان الإمارات كانت بحاجة الى عذر لتغطية هذه الخطوة التطبيعية المتقدمة بفتح خط طيران مباشر مع العدو الصهيوني؟…
لماذا الان وبعد اكثر من ثلاثة أشهر على تفشي الفيروس وحيث حالات الاصابة بالكورونا في فلسطين تعد على الاصابع؟..وحتى لو سلمنا بان فلسطين كانت بحاجة إليها، فان الطريق الاقصر والمتبع الى الضفة الغربية هو الاردن، وليس عبر الصهاينة ودون تنسيق مع الجهات الفلسطينية…ولكننا تعودنا على تلك الحركات التطبيعية لبعض الدول الخليجية والتي تستخف بعقولنا كعرب وفلسطينيين وتستهين بكرامة المسلمين…ولم يعد سرا ان هذه الخطوة العلنية سبقتها خطوة أخرى في الأسبوع الماضي وكانت سرية، حيث لبت الإمارات طلبا “انسانيا” من السلطات الصهيونية لمساعدة بعض المستوطنين العالقين في المملكة المغربية، وقامت بارسال طائرة “اميرية” واعادتهم الى الكيان الصهيوني…
ولا ننسى ابدا الخطوات التطبيعية المذلة والمشابهة لهذه، عندما استخدموا الجمعيات الخيرية والهلال الاحمر بحجة تقديم مساعدات “طبية”، وكانت مهمتها التجسس على المقاومة الفلسطينية في غزة خلال الحرب الاسرائيلية على القطاع عام ٢٠٠٤…
وكرروا اعمالهم المخزية بعدها ذلك بسنوات قليلة عندما ذهبوا إلى القدس بحجة تقديم المساعدة وحاولوا شراء منازل الفلسطينيين القديمة بمبالغ فلكية، ليتبين بعدها أنهم فقط يلعبون دور الوسيط العقاراي للصهاينة الذين لم يتمكنوا من مصادرة او شراء تلك البيوت مباشرة من اصحابها المقدسيين…
وفوق كل هذا نرى تلك الدول تتمادى في خط التطبيع المهين، وذلك من خلال جرجرة دول أخرى الى صفهم كما فعلوا مع السودان الذي كان يمر بظروف اقتصادية وسياسية صعبة، وكما يفعلون الان مع موريتانيا ودول اخرى ترفض وتعارض التطبيع مع المحتلين…
في يوم القدس العالمي كنا نتمنى أن نرى خطوات “انسانية” فعلية تقوم بها تلك الدول، مثل العمل على انهاء او تخفيف معاناة الفلسطينيين من بطش وقهر الاحتلال، او وقف عمليات الاستيطان والاعتقال و تدنيس المسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين الصهاينة…في يوم القدس العالمي كنا ننتظر منهم مواقف صارمة تجاه التهديدات الصهيونية بضم اجزاء من الضفة الغربية الى كيان الاحتلال…
في يوم القدس العالمي، لا نقول لهم الا “الله ينورهم ويهديهم وينجي القضية من شر تطبيعهم”… على امل أن يعيده علينا القدير بظروف احسن وحكومات ارصن، متمنين لكم دوام الخير والصحة، و لمن غابوا عنا كل الرحمة والمغفرة…عيد سعيد وجمعة طيبة لكل الاحبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى