المقالات

المعالم السياحية وأهميتها الاقتصادية

بقلم: ياسر الشبيبي

لكل بلد ودولة ما يميزها من طقس وتضاريس وغيرها من مظاهر الطبيعة التي حباها الله تعالى لمناطق دون أخرى والتي تجذب إليها الأنظار وتسهم في تنشيط السياحة التي توفر لها في المقابل عملات أجنبية، وتنشط الحركة التجارية والاقتصادية عموما.

وإلى جانب تلك الطبيعة وأهميتها؛ ينجذب السائح إلى المعالم السياحية -التاريخية أو الحديثة- من عمران ومصانع وقلاع وحصون وأسواق وغيرها من معالم تحولت مع الوقت إلى “علامات تجارية” ناجحة بامتياز لبعض الدول والعواصم.

فعلى سبيل المثال؛ فإن “برج إيفل” في فرنسا، وساعة “بيج بين” في المملكة المتحدة، وتمثال الحرية في الولايات المتحدة الأمريكية معالم سياحية مهمة؛ تشد إليها انتباه ملايين السياح سنويا؛ والذين لن يغادر معظمهم قبل التقاط صورا تذكارية بجانب تلك المعالم التي وإن كانت “جامدة” إلا أن لها دورا مهما في تحريك الاقتصاد والسياحية وتسهم في رفد خزينة الدولة من رؤوس الأموال الأجنبية عبر أولئك السياح أو من المستثمرين في هذا القطاع المهم والحيوي.

وتأكيدا على أهمية المعالم السياحية؛ يمكننا إلقاء نظرة سريعة على بعض القنوات الفضائية الإخبارية؛ حيث نجدها تضع المعالم والشواهد السياحية المهمة بالتوازي مع عواصم الدول؛ فتمثال “أبو الهول” مع القاهرة؛ و”قبة الصخرة” مع القدس والأبراج مع الكويت؛ وفي ذلك دليلا واضحا على أهمية الشواهد التاريخية والمعالم السياحية باعتبارها “علامات تجارية” للتعريف بتلك الدول.

وفي السلطنة؛ نجد بأن المعالم السياحية شبة معدومة إلا من بعض القلاع والحصون التي تعتبر من الشواهد التاريخية القديمة التي تدل على عراقة السلطنة وتاريخها الخالد؛ أضف إليها قصر العلم العامر وبرج الصحوة وسوق مطرح في مسقط وبرج الساعة وسوق الحافة في ظفار، وغيرها من معالم رغم أهميتها إلا أنها تعتبر متواضعة نوعا ما.

وعليه فإنني أعتقد بأننا في السلطنة بحاجة ماسة للتفكير الإبداعي في معالم سياحية تجذب إليها السواح من داخل وخارج السلطنة؛ كالدوارات والميادين المتميزة بتصاميمها الرائعة؛ أو المعالم التي توجد في مساحات خضراء ومفتوحة تسمح بتجمع السياح والعائلات؛ بحيث تكون تلك المعالم مقصدا بحد ذاتها لقضاء بعض الوقت والتقاط صورا تذكارية تمتزج فيها طيبة الشعب العماني وأصالته وترحابه بضيوفه مع الشواهد التاريخية والمعالم السياحية؛ فتكون تلك الصور مدعاة للتسويق الناجح للسياحة الخارجية والداخلية؛ وتخدم التوجه الوطني نحو تحقيق رؤية عمان 2040 والتي تركز على تنويع مصادر الدخل وجذب الاستثمارات الخارجية.

حفظ الله عمان، أرضا وشعبا وقائدا، ودمتم سالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى