المقالات

لن ينجو فاسد.. تحسسوا الرقاب

بقلم:منى المعولي

أتتبع الأخبار المباغتة بين الفينة والأخرى، يسبقني العجب وترتسم على ملامحي الدهشة، ولكنني أعود لأستوعب وأتحقق أن كل ما يتداول صحيح وواقع.

أهمس لذاتي أحيانا ” إنها فرقعات الواتساب” ولكن تظهر الأشياء لي كلها لتؤكد أن الأمر واقع، أقف مذهولة من إرادة هذا الرجل!

لقد فاجئتني الجرأة التي يمتلكها الأمير محمد بن سلمان نجل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، الذي رفع شعار “إن لم يكن مكافحة الفساد على رأس السلطة فلن تنجح” وأكد أن من تثبت عليه تهمة الفساد سيأخذ جزاءه وهذا ما قام به الأمير فعلا ونفذه، لم يستثني أحدا من العقاب، فقد عاقب الأمير والوزير، كما ضرب بيد من حديد على كل من استغل مهام عمله وخان الأمانة وعبث بأموال الدولة.

تطالعنا وسائل الإعلام السعودية بين فينة وأخرى على أخبار فحواها القبض على أحد المسؤولين بتهمة الفساد وإحالته إلى الدوائر القضائية مهما كانت رتبته ومنصبه ومنزلته حتى وإن كان من الأسرة المالكة، محققا ذلك الوعد الذي أطلقه ودوى صداه منذ توليه ولاية العهد في المملكة وبمساندة وتأييد تام من الملك سلمان.

من المدهش حقا أن يكون ناتج ما تم استرداده خلال ثلاث سنوات حتى نهاية عام ٢٠٢٠ هو (247) مليار ريال سعودي ليجتث بذلك سرطانا كان قد استشرى في مؤسسات المملكة.

لم يحارب ولي العهد السعودي الفساد وحده، بل حارب التطرف الأيديولوجي الذي تسبب لأعوام باستباحة دماء البشر تحت ذريعة الحكم بالشريعة والدين، وإن كان الدين بريء من كثير مما ادعاه بعض المتطرفين.

حين يكون مبدأ سيادة القانون هو القرار وأن يقوم النظام على الشفافية والردع وحين نزيح مبدأ تضارب المصالح بعيدا، وحين لايستغل المسؤول نفوذه فعندها ستتوقف الاختلاسات وسينجو المال العام.
وحين تسترد أموال الأوطان من جيوب الغاصبين وينالون جزاءهم على رؤوس الأشهاد وعلى وسائل الإعلام يكون يومها كل شيء على ما يرام.

تطالب الشعوب بثاراتها وأول الثأر هو المال المسلوب، وأول الثأر هو الحقوق المغتصبة على غير وجه حق، تبقى النفس الإنسانية مشحونة بالتذمر والتعب والغضب حتى تسترد المظالم إلى أهلها، كيف لا ونحن ننصدم بين الفينة والأخرى من تحولات المناصب ولا أعلم ما هو وجه القرابة بين تقلد كرسي في السلطة حتى يصبح المسئول ينافس أسواق البورصة والأسهم ويدير الشركات، لكن بالتأكيد أن سمو الأمير محمد بن سلمان تعرف باكرا على كل تلك الإشكالات وحضر لكل سؤال جواب، فغدا البعض يتحسس الرقاب ووجب العقاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى