المقالات

الحرب الخاسرة

بقلم:فيصل الرواس

من المعلوم عند الجميع أن الأزمات والخلافات سواءاً كانت بين الأفراد أو الدول ينتج عنها تقاذف بالسب والاتهامات والفضائح، أو كما يُسمى عامياً “نشر الغسيل”.

وهذا أسلوب أتخذته كل الدول في حروبها وخلافاتها وتلجئ الكثير منها إلى الكذب والتظليل لكي تكسب الحرب الإعلامية مهما كانت الكذبة سخيفة أو غير قابلة للتصديق .

وهم في هذا يتبعون المقولة الشهيرة لمهندس ماكينة الدعاية الألمانية جوزيف جوبلز في الحرب العالمية الثانية عندما قال : «اكذب، اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس».

ونحن كعرب وتحديداً في الجزيرة العربية لنا تاريخ حافل في الحرب الإعلامية قديماً في الخلافات القبلية على الزعامة وأماكن الرعي والتجارة. حيث كان الشعراء ولازالوا أحد أقوى الأسلحة الموجهة للخصم، وحديثاً في خلافات الدول عندما أصبحت القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي هي الساحات الجديدة للحروب وتصفية الكثير من الحسابات…….

الازمة الخليجية الحالية هي أكبر مثال نشهده الآن لهذه الحرب الإعلامية التي خسر فيها الجميع، ولن يربح فيها أحد غير الدول الطامعة التي سوف تستغل المعلومات والاتهامات (سواءاً كانت حقيقية أو ملفقة) التي نشرتها الدول الخليجية على بعضها البعض.

هذا غير التقارير السرية التي يرسلونها للدول الكبرى ظناً منهم أنهم سيربحون بإدانة الطرف الأخر ولَم يحسبوا حساب أن التاريخ لا يرحم وأن قانون جاستا سوف يطال الجميع. وهذه المرة ليس عن طريق تحقيقات وأجهزة مخابرات بل عن طريق الإخوة أنفسهم الذين نشروا غسيل البيت الخليجي أمام العالم، حيث طبقوا المقولة المصرية “اللي مايشتري يتفرج”.

للأسف في هذه الأزمة بالتحديد تم الزج بالشعوب لكي تشترك في الحرب الإعلامية حيث أصبح يمكنك الهجوم والاتهام، ولا يسمح لك بالتعاطف. وما شاهدته في مواقع التواصل الاجتماعي أقرب مايمكن وصفه بالمجزرة الإعلامية.

حيث أمتلئت المواقع بعشرات الملايين من المواطنين الذي يدافعون بضراوة ووقاحة. وفي بعض الأحيان عن سياسات لا يعلمون خلفياتها ولا أسبابها. فقط يعلمون أنها صدرت من دولهم وعليه فإنها غير قابله للخطأ ومنزهه من كل شك.

كنت أتمنى أن تصدر قوانين تمنع العامة بعدم الخوض في هذه الأزمة لان الثقب أصبح يكبر وقريباً سيكون غير قابل للترقيع.

الجميع يتسأل متى تنتهي هذه الأزمة؟
وإلى متى سوف تطول؟

أنا شخصياً على يقين بأن هذه الأزمة الخليجية عاجلاً أم أجلاً سوف تنتهي بإذن الله تعالى كمثلها من الأزمات التى مرت على البشر ولهذا السؤال المهم ليس متى تنتهي هذه الأزمة؟
بل ماذا سوف ينتهي معها؟
اترك الأجابة لكم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى