المقالات

فزاعة إيران ومخاوف الخليج.. تتبعها دبلوماسية حكيمه من سلطنة عُمان

بقلم:أحمد جداد الكثيري

الجميع يدرك جيداً ويعي ما يدور حوله حالياً في منطقة الخليج العربي من إحتكاكات وإتهامات ومضايقات يتبعها حرب إعلاميه سيئه عبر التراشق بالالفاظ البذيئه، عبر منافذ عديده متنوعه منها على سبيل المثال لا الحصر الذباب الالكتروني النشط الذي يشكل سواعد وأذرع أجهزة المخابرات السريه للدول الخليجيه الشقيقه ، بحيث أن سبب ذلك النشاط الغير صحي و المبهم المريض جدا المؤدي الى صدامات مباشره مع دول شقيقه، وغير مباشره مع دول شقيقه آخرى تأتي عبر تهديدات وتلميحات وإيحاءات تخوينيه واضحه لكل ذو عقلٍ رشيد.

سبب ذلك الخلاف هو التعاكس في السياسات وعدم الاتفاق بين الاشقاء الخليجيين على رؤيه محدده واضحه تجاه ايران الجاره الكبيره، سواء كانت تلك الرؤيه متشدده نوعاً ما بحيث تصل الى أنها تجرم نظام الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه وتعتبره محور شر في المنطقه وأنها السبب الرئيسي لخراب الشرق الاوسط والمصدر الوحيد الولود لخلايا الارهاب المسلح في البلدان العربيه الملتهبه، أو تشاطر الرأي الاخر المتنزن الذي يرى بضرورة التعايش السلمي مع الجاره الكبيره، بحيث يتم الاتفاق معهم على مبادئ وإتفاقات أساسها السلم والامان والاخوه والتعايش.

ما بين تلك الاراء السابقه المتعارضه والمتناقضه، تأبى بعض الدول العظمى إلا أن ترسم لنا خارطة طريق جديده، وسيناريوهات تُحاكي المستقبل القريب ومخاطره علينا ، كذلك تصور لنا أحلام الجار الطموح الذي هو عازم على إلتهام الجميع من دون شفقه ولا رأفه، فيجب الحذر منه وضرورة التصدي له و التحرك بسرعه لعدم السماح له بالتمدد الخبيث ، ويجب طلب الحمايه من هذه الدول العظمى لفرض الامان والسلام على إيران ولو بالقوه ولغة الحروب الناريه ، كل ذلك ليس لسواد أعيننا بل هو محسوب جيداً ومقابله مادي معلوم يزيد سريعاً وطردياً بمقدار الزيادة الكبيره في مستوى مخاطر الجار الشرير .

تلك الافكار لكي تتحقق على أرض الواقع والوصول الى الاهداف المرجوه (المال الخليجي) ، فيجب أن نرى الخطر بأعيننا وأن نشاهد مآرب تلك الفزاعه الخطيره علينا عبر القيام ببعض المناوشات وتنفذ خطط وإحتكاكات أمنيه متتاليه.

بالتالي وكما نعلم تم تنفيذ عمليات تخريبيه نوعيه على بعض السفن النفطيه العابره للمياه الدوليه بمضيق هرمز، وكذلك تحريك بعض العمليات النوعيه للعبث في مطارات بعض دول المنطقه وشركاتها النفطيه .

هنا تمت المهمه وإنتشر الفزع وعلت المناداه بصوتٍ مهزوز خوفاً من نيران الحروب القريبه، فأصدرت بعض دول الخليج بياناتها ومناشداتها في ضرورة تأمين المياه والمعابر الدوليه، وحماية السفن النفطيه بشكل يضمن عدم تأثير العالم وإمداده بالنفط بشكل مستمر وثابت.

إذاً كان الامر سهلاً تحريك فزاعة إيران مقابل خوف أطفال الخليج ومن ثم حصول امريكا على المال الوفير الذي تحتاجه لتنشيط إقتصادها وتشغيله بشكل صحيح.

وفي خضم كل تلك الامور الشائكه و المتغيرات السريعه تعمل سلطنة عُمان ثابتة وبخطوات حثيثه واثقه على ضرورة تقريب وجهات النظر بين الاشقاء ، وتوضيح مخاوف البعض منهم بطريقه شفافه ، كذلك تحسين صورة الاخر والذي بشكل جيد ، لتقترب النفوس أكثر وأكثر، والوصول بها الى حلول نهائيه مقنعه ومرضيه.

وذلك يتضح لنا عبر التحرك العماني الكبير وجولات دبلوماسيته النشطه والحكيمه، التي هي ساعيه لإبعاد شبح الحروب ونار الفتنه الطروب، فليس للخليج من حافظ بعد الله سبحانه وتعالى إلا سياسة الحكمه والسلام العمانيه، الساعيه للهدوء والسلام وإستمرار نهضة دول المنطقة، تعمل في صمت وسريه للوصول لنهايات مفرحه للجميع، ذلك رغم المضايقات والتهديدات وتوجيه الاتهامات المستفزه إليها عن أشقائها في الخليج وأصواتهم المعروفه بأبواق الظلام.

بإذن الله وتوفيقه سوف تنجح عُمان على رأب الصدع بين الاشقاء في دول الخليج العربي ، وإطفاء نار الفتنه المشتعله بينهم وبين الجاره الكبيره إيران، والذهاب بهم ومعهم جميعا الى بر الامان وشاطئ السلام والطمأنينه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى