المقالات

لماذا أخترتم عمان؟؟

بقلم: الكويتي د.محمد المطيري

لاشك بأن عمان الهادئة والبعيدة عن المؤامرات والدسائس والمكائد أصبحت محط أنظار صناع الفتن في وطننا العربي بالتحالف مع العدو الصهيوني فلم يستطيعوا تحمل رؤية هذا البلد الشقيق يعيش في دعة واستقرار فقد أغاظهم قيام عمان بمبادرات لحل الأزمة في اليمن، كما تبذل عمان جهودا في الحفاظ على الإستقرار في الخليج العربي ومحاولة تقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة في الملف النووي الإيراني، وكلا الأمرين يزعج إسرائيل وحلفائها العرب ورأينا المحاولات المستميتة من قبل إسرائيل لإفشال محادثات فيينا بين إيران ودول ٥+١ من خلال زيارات المسؤولين الإسرائيليين لواشنطن لإحباط أي محاولة أمريكية للتفاهم مع إيران.
وفي ذات الإطار فإن التعاطف الشعبي والرسمي مع الفلسطينيين في الأحداث الأخيرة وخصوصا مواقف فضيلة الشيخ مفتي سلطنة عمان الذي أثار إعجاب المسلمين جميعا حيث لم نرى أي عالم مسلم كانت له مواقف متقدمة مثل مواقف فضيلة المفتي، التي كانت داعمة للمقاومة الفلسطينية بشكل خاص والشعب الفلسطيني بشكل عام، وتجلى ذلك في اتصال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بفضيلة الشيخ المفتي لشكره على مواقفه العظيمة تجاه فلسطين وشعبها ومقاومتها ومقدساتها وهذه المواقف تعتبر في القاموس السياسي الإسرائيلي والغربي من المحظورات ولا يتوقعون ظهور عالم دين عربي يستطيع تخطيها بل وشطبها.
كل هذه المواقف العمانية أثارت حفيظة الحاقدين والمتربصين بعمان ممن ذكرتهم آنفا، وإلا كيف نفسر أن تقوم إحتجاجات شعبية معيشية في عمان رغم أن أغلب دول العالم تعاني اقتصاديا اضعاف ما تعانيه عمان بسبب جائحة كورونا؟ وكيف نفسر أن تظهر هذه الأحداث بعد إنتصار المقاومة في غزة بأيام قليلة؟ قد يقول قائل بأننا نبالغ في تحليلنا لأن أغلب الذين خرجوا للتظاهر هم من فئة الشباب العاطلين عن العمل وهم يطالبون بفرص عمل فأجيبهم بأن جميع حالات الدمار التي مرت بها بعض الدول العربية كانت في بدايتها مطلبية معيشية
ففي مصر مثلا خرجت التظاهرات من أجل إقالة وزير الداخلية المصري السابق حبيب العادلي ثم تحولت لإسقاط النظام ليعقبها فوضى وعدم استقرار لمدة غير قليلة، وفي سوريا خرجت تظاهرات ضد الفساد في الجامع العمري بمدينة درعا ثم تحولت إلى حرب مدمرة مستمرة منذ أكثر من ١٠ سنوات ولا زالت تحصد المزيد من الأبرياء وأصبحت أجزاء من سوريا محتلة من قبل تركيا والولايات المتحدة بالاضافة للجولان السوري المحتل من العدو الإسرائيلي.
وإنني أدعو شعب عمان العزيز والحكيم دعوة محب أن تتحلوا بالوعي لما يحاك ويدبر لكم في دهاليز الفتن والمؤامرات الخارجية، وأن تعملوا على تحكيم العقل وأنتم أصحاب الحكمة والعقلانية، وأن ترفضون الإنجرار نحو الفوضى التي ترسم لكم، ولا تغرنكم الشعارات البراقة فبدعوى محاربة الفساد تم تدمير سوريا، وبدعوى محاربة الاستبداد تم تدمير ليبيا، وبدعوى الحرية والاصلاح تم تدمير اليمن، وبدعوى الديموقراطية تم تدمير العراق وبدعوى الحياة العيش والحرية والعدالة الإجتماعية حاولوا تدمير مصر، فالحذر الحذر أيها العمانيون، حافظوا على بلادكم، ومنجزاتكم وحضارتكم وتاريخكم العظيم، فأنتم البقية الباقية من صوت الحكمة والسلام والتعايش في إقليم مضطرب يحكمه الجنون والطائفية وصناع الحروب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى