المقالات

قرار اللاعودة سيشعل عمان.. حاسبوهم لنطمئن

بقلم: منى المعولي

ليس ترفا الحديث عن الأحداث الحالية التي تعيشها بلادنا الغالية ووطننا العزيز من اقصاه حتى أقصاه، وليس ترفا أيضا أن نكون أول الملقين إذا ما أسقطنا الذي يحدث الٱن على ما اشار إليه معالي يوسف بن علوي أثناء المقابلة المتلفزة حينما تحدث عن ” وجود ربيع عربي قادم في المنطقة”
جميع هذه الدلالات التي جعلتنا أيضا في حيرة وطرح العديد من التساؤلات ..حتى لانجرم فئة الشباب الباحثين والمسرحين عن العمل ..ولماذا
توالت الأحداث وتراكمت حتى جعلت كرة الثلج تتدحرج وتلتهم كل ما يعترض طريقها لتكبر، يبدو واضحا وجليا أن المهدئات لم تجدي ولن تجدي نفعا ..

وانعطافا على الوضع الراهن، والشاهد للعيان أن الأحداث تسير للأسوا..فماذا لو تم التعامل مع بداية الحدث بعين العقل وتفهم الحالة النفسية التي أنتجت هذا الكم الهائل من الإحتقان الذي ولد الانفجار الغير مقبول في بلد تحمل المواطن فيه الكثير من الأعباء واستسلم للعديد من القرارات وذلك من أجل الإبقاء على اللحمة الدائمة بين المواطن والحكومة ،

‏وماذا الٱن ..هذا السؤال يحمل أكثر من شق ويبحث عن أكثر من إجابة ولكن سنكتفي بجزئيتين الأولى ماذا يخبئ صوت الحكمة لتحويل هذا الإحتقان الشعبي إلى ما يثلح صدور الجميع وتكون كفة الميزان منصفة ليس فقط للباحثين والمسرحين ولكن لكل ما يعيد الطمأنينة الى نفوس الشعب ويسد ثغرات المتصيدين الذين يراقبوا مسار كرة الثلج وكيفة تدحرجها وإلى أي نقطة ستنتهي .

‏أم الإتجاه إلى الجزئية الثانية وهي تمييع جميع المطالبات وحصرها في بوتقة واحدة وهي بوتقة الوعود التي من خلالها استيقظ الوعي المجتمعي بكافة شرائحه وحدد انجاه بوصلته مستلهما روح الوطن منطلقا من قاعدة أن الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها، وأن العمانين نسيج واحد أمام القانون ولا يمكن القبول والتسليم البقاء تحت طائلة الإحتقان والتردي المعيشي والتفكك الأسري الذي يؤدي إلى الإنفجار

‏نحن في حاجة ماسة لدراسة نفسية قبل أن تكون دراسات اقتصادية وكيفية التعاطي والتعامل مع الحالة النفسية سواء كان للموظف المسؤول وبين نفسية المواطن الشاب الذي طال مكوثة في محطات الإنتظار ومن ثم النظر بترو وإمعان في كيفية اقتلاع كل ما يؤدي إلى تغير السكيلوجية الفكرية والحالة المزاجية العامة للجانبين ويعلم الجميع أن جميع المناخات الساخنة التي تفقد البصير بصيرته ليست حلول ناجعة لتخطي هذه الأزمة وهذا الإمتحان الذي افرز جميع هذه الإرهاصات الخالية ؟

فقد كان الجميع يحمل شعارات “الخير جاي” ويتغنون به، في الوقت الذي كانت عمان تعصر أخر مقاوماتها والتحديات الاقتصادية والمالية والدولية التي كانت تعصف بها، ولم ننجح كمستشرفين أن نخفض على الأقل سقف الطموحات والمنتظر ودهنها بدهان الواقع،

‏بل لم تكن الشفافية والوضوح بالتوجه الكبير الملموس للدولة، فظل المتأملون ينتظرون، كانت تنتأ أنباء من هنا وهناك عن معاقبة الفاسدين أو هكذا ما كان المجتمع يطالب، ولأن المواطن البسيط غير معني بالتفاصيل وغير معني أن يثبت للجهات المسؤلة إن كان هناك فاسدين أو لم يكن أو إن خففنا المصطلح وقلنا إن كان هناك من أساء استخدام السلطة ودمر بسوء تصربه اقتصاد بلد وحطم أمال الشباب ثم فر راكضا ليكمل حياته على كراسي الرخاء والزخم المعتاد غير آبه بما فعل

‏وغير متأثر بما ألت وسيؤول إليه حال الوطن والشعب معا، لايوجد دليل ملموس لدى الإنسان العادي على أن هناك جريمة انتهكت بحقه عن عمد أو بغير عمد ولكن الأمر أشبه بليلة الدخلة بين العرسان، الكل يعلم السيناريو والأحداث والكل فاهم لما يحدث ولكن لا أحد يملك الدليل على ما يحدث،

‏حقيقة الأمر إن هذا هو الواقع المرير الذي نعيش فيه وها هو ما كنا نخشى منه يحصل، ربما الوقت اليوم هو ليس وقت الصمت ولا وقت الصد أو الصدود، لكنها انعطافة تحتاج للمواجهة وتحتاج للإحتواء والمكاشفة والحوار، ربما من الجيد أن نسمع المواطن ماذا يقول وماذا يريد، فماذا يضيرنا تلبية نداء المحاسبة وفتح ملفات المراحل السابقة، من يدري

لعل الخير كله يأتي مع تلك الملفات المغلقة مع الاسرار العتيقة والمعتقة، وهذا مطلب شرغي يطلبه أبناء البلد، وكما يقال قل لي ولو كذبا إني معك قل لكي تزيد عزيمتي واشعر بقوتي وقيمتي وانتصاري.

اذا إن كانت المطالب على حق فما الضير أن نساءل المتسبب ونحاسب من تسبب بكل هذا والذي افضى بنا إلى أوضاع لم نعد نحمد مسيرها ولانأمن عاقبتها.

اذن لنفعلها وليسجلها التاريخ ومن تسبب باحتراقاتنا فليتعض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى