المقالات

وإن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس

بقلم:د. محاد الجنيبي
(@mahadjuinaibi)

بالعودة للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني في العام 1970م، عند تولي المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه مقاليد الحكم، و الذي قال ” سأعمل بأسرع ما يمكن على جعلكم تعيشون سعداء”، حيث لم يكن في عمان أي مظهر من مظاهر الحياة العصرية، وخيم على عمان حينها ثالوث الفقر و الجهل و المرض و الطائفية و التمزق القبلي و الصراع الشيوعي في الجنوب و السياسي في الشمال، و خلال خمس سنوات استطاع السلطان الراحل أن يثبت الاستقرار السياسي و ينتصر في الحرب، لتبدأ بعدها شمس التنمية في السطوع على أرض عمان، فعمرت الأرض و بنيت المستشفيات و المدارس و شقت الطرق و أصبحت عمان سلطنة مترامية ترتكز على إرث تاريخي واستقرار سياسي و أمني أسسا على لحمة وطنية و ولاء راسخ في شعب عمان الأبي.
و هنا و إن صحت المقارنة بين عام 2020م و عام 1970م ، على الرغم من أن عمان الأن دولة مستقرة سياسيا و أمنيا، إلا أنه في السنوات الست الماضية عانت السلطنة من أزمة اقتصادية لا مثيل لها، حيث ارتفعت المديونية الى حدود مقلقة باتت تؤثر على الاستقرار السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي، و عليه كان لزاما على سلطان البلاد المفدى أن يتخذ إجراءات اقتصادية غير مسبوقة، أشعرت العديد من المواطنين بالضغط الاقتصادي الذي تعذر على العديد فهم أهدافه و مقتضياته، الا أن جميع المؤشرات الاقتصادية و الاستراتيجية تؤكد أهمية هذه الإجراءات في الخمس سنوات العجاف القادمة، و التي يتوقع أن تعود بعجلة الاستقرار الاقتصادي إلى ما كانت عليه قبل العام 2014م، و من هذه المنبر ندعو الشعب العماني الوفي إلى الصبر و الالتفاف كعادته المتأصلة فيه حول سلطانه المفدى، اسوة بأجدادهم الكرام الذين تحملوا السنوات الخمس الأولى من حكم السلطان الراحل طيب الله ثراه.
قد يجادل البعض أن المقارنة ليست في محلها لاختلاف الظروف والوضع السياسي والتاريخي اللاتي تختلف في المرحلتين، الا أننا نجادل أن كلا المرحلتين تعدان أزمة تحتاج إلى إدارة حكيمة و متوازنة تخرج البلاد إلى آفاق أرحب تعيد العمانيين يعيشون سعداء كما قالها السلطان الراحل في خطاب العرش الأول، و هنا نستطيع القول أنه مهما اختلفت الأزمات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو عسكرية أو أمنية، فإن العامل الرئيسي لنجاح إدارتها يعتمد على التفاف أبناء عمان الكرام الأوفياء حول قيادتهم السياسية، و هو ديدن العمانيين منذ الاحتلال البرتغالي في العهد اليعربي، و كيف استطاع أبناء عمان التاريخيين إدارة الأزمة وصولا إلى توحيد البلاد و طرد المحتل، فكلها أزمات تحتاج إلى إدارة و ثقة بالله و تكاتف للجهود، ولتطمئن قلوبكم أبناء عمان فليس سلطاننا الهيثم بأقل حرصا عليكم من سلطاننا الراحل طيب الله ثراه، و يبقى ولاءكم يا أبناء عمان الكرام و لحمتكم الوطنية وانتمائكم الوطني و وفائكم لسلطانكم المفدى، الصراط المستقيم الذي تثبت عليه خطوات المسيرة الوطنية.
حمى الله عمان من كل الأزمات، و ثبت قلوبكم على الولاء و الوفاء الذين لطالما كانا أوسمة تتزين به صدوركم و أفئدتكم، و سدا منيعا تتحطم أمامه أجندة المغرضين الذي يريدون بكم و بعمانكم سوءا.. إن سميع مجيب…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى