المقالات

رايةُ مجدِك يا عمانُ خفّاقة سرمدية

بقلم: د.سالم الشكيلي

إي وربي إنها لكَذلك ، رايةُ مجدكِ يا عمان ستبقى خفّاقة سرمدية ، فأنتِ يا عُمان بلد السلام ودار الأمان ، وموطن الكرام ، وعِزّ الإنسان ، ومجد الشجعان ، ترابكِ مصان بإرادة الرحمن ، وهمة السلطان ، وقوة الفرسان ، وعزيمة الإنسان .

إي وربي ، فقلوب الشعب تسابق ألسنتَها تلهج بالدعاء ، يا ربّنا احفظ لنا جلالةَ السلطان ، والشعبَ في الأوطان ، بالعز والأمان ، وليدم مؤيداً ، عاهلاً ممجداً ، بالنفوس يُفتدى ، ياعمان نحن من عهد النبي ، أوفياء من كرام العرب ، فارتقي هام السماء ، واملئي الكون الضياء ، واسعدي وانعَمي بالرخاء .

إي وربي ، إنها حقبة وعهد جديد ، يقوده مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله، عهدٌ يُكمل عهداً راسخ البنيان ، شامخ الإنجازات ، أرسى دولة المؤسسات وأسهم في تعزيز وتقوية الوحدة واللُّحمة العمانية ، حتى أصبحت مضرب المثل في أهمية وحدة الأمم والشعوب ، ويشار لها بالبنان نتيجة ما حققته من مناخ دائم في الأمن والأمان والاستقرار والازدهار ، لم يكن ليتحقق ذلك كله لولا حكمة المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيّب الله ثراه ، وتشابُك أيادي العمانيين خلف قيادته إيماناً منهم بأنّ عمان بحضارتها الضاربة في جذور التاريخ البشري ، الذي يحفظ لهم إسهاماتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، ليس في الحيّز الجغرافي فحسب ، بل في مناطق شتى في أنحاء المعمورة ، وسطّروا بدمائهم وعلمهم وجودهم وأخلاقياتهم الإنسانيةَ ملاحم من البذل والعطاء أفاد البشرية جمعاء .

إي وربي إنه عهد الهيثم ، سليل سلالة عريقة عمرها في المُلك يصل إلى مئتين وستة وسبعين عاماً ، مدة لا تُدانيها أسرة أخرى في العالم ، اكتسبت خلالها خبرات السنين ، وتراكمات الممارسة السياسية منذ مؤسس الدولة البوسعيدية الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، وحتى عهد السلطان قابوس غفر الله له ، وتقبله بقبول حسن ، وأدخلَه فسيح جناته ، فقد كان عهده عبارة عن مدرسة مرجعية ، اشتملَت فن السياسة والحكم على المستويين الداخلي والخارجي ، وكان الهيثم واحداً من العمالقة الذين نهلوا منها ، وتشرّبوا من نبع سلسبيلها الصافي وسلسالها .

إي وربي ، إنه أبو ذي اليزن الذي أشار إليه جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور أظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ، ليتولى ولاية العرش من بعده في عمان ، لِما توسّمه فيه من صفات وقدرات تؤهله لحمل الأمانة ، فنعم المشير ونعم المشار إليه ، إنه بحق أهلٌ لحمل الأمانة ، شامخ الهامة ، حكيم في رأيه ، ثاقب البصر والبصيرة ، ارتسمت على محياه دلائل الصبر والحلم والتواضع وهيبة السلاطين ، والقدرة على مواجهة التحديات بحسم وحزم وحكمة ، ومَن تابع الأربعين يوما المنصرمة وتحركات جلالته تتولد لديه القناعة بأنه أمام حكمة صائبة ، وهمة عالية ، وعزم أكيد ، ورؤية ثاقبة ، وبصيرة نافذة .

إي وربي يا أيها السلطان المعظم هيثم ، ندرك أنّ التحديات كثيرة وصعبة ، وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية ، ولكنّ آمال العمانيين وطموحاتهم وتطلعاتهم تلقي بثقلها وثقتها في مقامكم السامي ، وهم يقفون وراء قيادتكم وزعامتكم صفاً واحداً ، ينطقون بصوت واحد ” سمعاً وطاعة يا جلالة السلطان المعظم، نعاهدك عهد الولاء والوفاء والإخلاص في القول والعمل ، فسِرْ بنا إلى علياء المجد والعزة والكرامة والشموخ على بركة الله ، فوالله لو أمرتنا بزحزحة جبل من مكانه لما تخلّف منا رجل أو امرأة واحدة ، فبأسنا شديد وقوتنا عزم أكيد .
إنّ المرحلة القادمة بحاجة إلى عملية تطوير وتحديث ، وذلك بالقطع لا يخفى عليكم ، ومما لا شك فيه ، فإنّ بعض المسؤولين شاخت أفكارهم وبذلوا في المرحلة الماضية كل ما لديهم من جهود وأفكار ، وهذا ليس ذمًّا أو عيباً في أشخاصهم ، لكنها سُنة التجديد والتحديث ، وهي طبيعة الحياة ، فالمرحلة الحالية لها متطلباتها واحتياجاتها ، وهي بحاجة إلى كفاءات وابتكارات تتناسب معها ، فامض لِما أنت ماضٍ له ، وتمّ اختيارك لأجله ، فأنت رجل الدولة ، ورجل المرحلة ، واستعن بالله العلي العظيم، تدعمك وتساندك جموع شعبك ، واختر من تراه أهلاً للمسؤولية من أسرتك الكريمة ، ومن شعبك الوفيّ .

إيه وربي ، أيها الشعب العماني الأبي الوفي ، لقد ترك المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ، دولة راسخة البنيان والأركان ، شامخة تطاول شمس السماء في العَنان ، ومنجزات شاهد للعيان ، ومكتسبات ناطقة بالحق والعرفان ، وترك فيكم وحدة وطنية جامعة للكل ، مانعة من الفتنة والشقاق ، وما إن تمسكتم بها وحافظتم عليها فلن تفشلوا ولن تذهب ريحكم ، فلنكن جميعاً على العهد والوعد والولاء والإخلاص لقائد مسيرتنا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ، ولتتشابك أيادينا مع بعض ولتتآلف قلوبنا ، ولنحذر كل الحذر من خفافيش الظلام ، فوالله ما وهنت أمة وتفرق شملها إلا إذا اختلفت وهبّت عليها فتن الشّر والكيد ، أعاذنا الله منها وباعدَ بيننا وبينها بُعد المشرقَين ، اللهم هذه عماننا فاحفظها لنا وهذا هو سلطاننا وولي أمرنا هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ، نسألك يا الله أن تؤيّده بالحق وأن تؤيّد به الحق ، إنك بالإجابة جدير ، نعم المولى ونعم النصير .

الدكتور سالم بن سلمان الشكيلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى