المقالات

الانتماء للوطن مطلب يجب العمل عليه وتنميته

بقلم أحمد الكثيري

الإنتماء للوطن هو مفهوم كبير يراد به تعبيراً الإنتساب للمكان الذي نعيش فيه ، هذا طبعاً المفهوم التعبيري للإنتماء أما المعنى في اللغه فإن أصل هذه الكلمة مشتقة من عبارات النمو والزياده ( نمى ، ينمو ، .. ) .

فمثلاً وعلى سبيل التوضيح إنتماء الفرد لوالده وإعتزازه وفخره بهذا الإنتماء الوجداني والاسم الموروث ، حيث أن هذا الفخر ينمو عند الفرد ويكبر معه منذ نعومة أظفاره والى حين نهاية حياته .

أما حين ننظر الى موضوع الإنتماء من زاوية آخرى مبسطه وأكثر سهولةً ويسر ، فهو يعني أكثر الارتباط بالوطن أوالدين فكراً ووجدانا ، ويعزز عن طريق الالتزام والثبات على مناهج وإحتياجات وثوابت الوطن المصيريه ، وقد يتجلى هذا الانتماء ويصل لأرقى صوره ممكنه عندما يصل به الحال الى مرتبة المحبه والعشق ، حيث أنه يضهر ذلك جلياً عند إنغماس الفرد شعورياً وجسدياً وسلوكياً في حماية وطنه والتضحية لهذا الكيان بكل مايملك مادياً وجسدياً وذلك من أجل استمرار كيانه الشامخ الابي .

هنا لابد لنا أن نعي ضروريات المرحله القادمة الملحه والاستعداد أيضاً لما هو آتٍ عبر زرع بذور الانتماء والولاء والعزه في كل نفسٍ حية
بأرض وطننا العزيز ، ودائما هذه البذور عندما تُغرس منا في النشئ فإنها تحتاج الى رعاية وعناية وإهتمام كبير لتنمو وتكبر بشكل مناسب ولنحصد ونقطف ثمار مابذرنا في المستقبل القريب .

كذلك يحتاج منا الجيل القادم تنويره ببعض الامور التي تساعده وتنمي إنتمائه للوطن وتُرسخ لديه قناعات التضحيه وتقديم مصالح الوطن على الذات ، وهذا الامر مهم جداً وينبغي عدم الاستهانه أو التفريط به .

وهنا سوف نتطرق لبعض المعاني والكلمات التي يجب أن ندرسها وكذلك نتدارسها مع الجيل القادم لكي تكون عوناً لهم ، وأيضا لتكون مساراً لهم معبداً وسهلاً يخلوا من الشوائب والمنقصات وتطعيماً نفسياً ومعنوياً مناسباً ضد أي أمراض أو آفات فكريه فتاكه قد تُجلب وتُصدر لنا بقصد التخريب أو الاذيه .

وأول هذه الكلمات المراد فهمها بعمق وبصيره هي :-

كلمة *عطاء* هي كلمة كبيره جداً بمعناها تنم عن كرم ذاتي أصيل وعطاء للوطن لا يتوقف حيث لا يندرج تحت هذا العطاء أي خطوط مشبوهه أو إستغلال لحاجات ملحه أو إنتظار للمقابل الذي قد يجهض معاني هذه الكلمه الساميه .

*تضحيه* هي كلمه آخرى ضروريه ومهمه حيث يجب أن تكون في منظورنا الفكري أساساً بأن الوطن هو أولاً ثم تأتي الامور الثانويه الاخرى ، وتُعلم هذه الكلمه بإخلاص لأنها من إحدى صفات مكارم الاخلاق .

*التعاون والتكاتف* يجب هنا أن يعلم الجميع بأن كلنا في فلك الوطن نسبح ، نكمل بعضنا بعضا فالجميع للفرد والفرد للجميع ، تميز الفرد من تميز الكل ، فلا ندع مجال للأنانية أو نترك لها مكان أو موطئ قدم في تراب وطننا العزيز .

*الحس الوطني* يجب أن ينمى هذا الاحساس الداخلي للفرد لكي يبقى متأصلاً ثابتاً له جذور متعمقة في أرض وتربة الذات الروحية للشخص ، تُزكى وتسقى بماء التاريخ والانجازات المُلهمه للوطن .

*المعرفه* يجب أن يُسلح الجيل القادم بالمعرفه والعلم فهما السلاح و الدواء في آنٍ واحد ، فشعوباً عالمه قوية خيراً من شعوباً جاهله ضعيفه يجرها طوفان التشتت والتشرذم أنى يشاء .

*التسامح والاخوه* عمان بنيت على هذا المبدأ ، والجيل الحالي يشهد ثمرة نجاح هذا التسامح المزروع من الفكر النير والثاقب لشخصية نادره ذات أبعاد جوهرية جمه حفظت البلاد ورست بسفينتها على ضفاف بر الامان ، فيجب توريث هذا الفكر المميز لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظة الله ورعاه للأجيال القادمه ليكون صمام الامان لهم ولبلادهم بإذن الله .

يقول الشاعر العربي فوزي معلوف :-

مهما يَجر وطني علي وأهلُه
فالاهل أهلي والبلادُ بلادي

قسماً بأهلي لم أُفارق عن رضى
أهلي فهم ذخري وركن عمادي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى