المقالات

الحمدلله على نعمة الإلحاد

بقلم:أريج اللهو

وقد يبدو لك العنوان كأنني أقوله متندرة، لكنه تغريدة حقيقية قرأتها لإحداهن عندما كانت تنقد مجموعة من المسلمين المتعصبين لديها في “المنشن”، وهذا يجرك للعديد من الأسئلة.. أولها: كم فينا من الشخصيات “الميكروفونية” التي تعيد ما لا تفقه بصوت عالي يزاحم الهدوء الذي يستر جهل أصحابه، كيف لأحد أن يحمد رب لا يؤمن بوجوده؟! ثم تنتقل من هذا التساؤل للتساؤل الذي يليه: كم فينا من أناس ملّوا الصراعات المجتمعية فقرروا الانسحاب من المباراة بأكملها والانتقال للعبة أخرى فقط من باب الهروب، حيث أن الحوارات الطائفية أصبحت مستهلكة والصراعات الدينية كذلك.. ففضل البعض الانسحاب والاكتفاء بالمراقبة والنقد اللاذع حتى يشعر بالإنجاز الزائف عوضاً عن الانتماء لمجموعة لم يكتسبها وإنما حاز عليها بالوراثة، وأنا لا أهاجم خيارات أياً كان، كي أحترم توجهك يجب على الأقل أن تعرف ما تزعم بالانتماء إليه، وكثيراً ما أقع ضحية نقاشات تسبب التلوث السمعي عندما أناقش أحدهم ويدّعي أنه ينبذ العنصرية ومتسامح مع جميع طبقات المجتمع لكنه -دون وعيٍ منه أو ربما بوعي- يحتقر فئة معنية ويضع قائمة من المبررات لنفسه، لا بأس أن تكون سيئاً لكن كي تتطور يجب عليك إدراك ذلك على الأقل، لا بأس أن تشعر بالانتماء لفئة دون الأخرى لكن هذا شعور من واجبك تجاهله أثناء المعاملة، لا بأس إن لم تحط بكل المبادئ التي كان عليك الإحاطة بها في هذه المرحلة من حياتك.. لكن كن شجاعاً واعترف بالحياد حتى تجابه نفسك.. ليس أسوأ من الغباء سوى ادعاء الذكاء.. وهذا يذكرني بالطرفة التي تقول أن صديقين من الكفار كانا في رحلة فسقط أحدهم قائلاً: “بسم الله”، فنبهه صديقه أنه كافر فاستدرك قائلاً: “إي صح استغفر الله” !!!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى