المقالات

سفيرة العطاء

بقلم:نعيمة المهرية

قصص وأحداث ومواقف، كُلها ومضات تزامنت في مسيرة لم تكن بدايتها مفروشة بالورد أو بالسجاد الأحمر في مجتمع قبلي يحرص على القوانين التي اشترطتها مجتمعاتنا الخليجية المنشأه، والجذور التي تحلت إلى يومنا هذا بالثبات والقيم والمبادئ المحافظة ، مسيرة لأكثر من عشر سنوات مضت فيها من تعثرات وتسهيلات فهكذا هي الحياة بالنسبة للإنسان، كسلم لصعود نحو النضوج الفكري لإتساع المدارك ونمو القدرات والتفاني في تكريس كل وقته وجهده في الأعمال التطوعية بكافة اساسياتها والمشاركة في التعاون الإعلام الرسمي والجديد والأخذ بمحمل الانتفاع من أجل الذات للتتسع القدرات لتتشابك بالثقافة والاقتصاد والبيئة والإهتمام بالميدان وتأييد المجتمع المدني والحراك في نشر الثقافة والتوعية لكافة شرائح المجتمع ، والاكثر حذرا وخطورة اعتقاد الكثيرون بأن تلك المهام لن تكون سهلة على المرأة طبعا هذا فكر البعض وليس الأغلبية ،كذلك استسلام المرأة عن هذه العبارة ومُآمنتها بقدرات ابداعاتها بعيدا عن تسليط الأضواء والإعلام وبإعتبارها من الخصوصيات وليست مطلة للآخرين ، فلم تكن سهلة على تلك الاخوات اللواتي انخرطن في النشاط الميداني حسب القوانين والتشريعات العمانية التي أعطت المرأة حقها في الانتخابات بالبرلمان والعمل السياسي والتي استلزمت بعدها أن تظهر إعلاميا بداية من الإعلام المقرؤ والمسموع ثم المرئى، تصاعدت حتى في الكتابة الأدبية .
فبعد الكثير من الأنشطة التي بادرت فيها شخصيا في كل مرحلة تكللت بنجاح والتي في الآونة الأخيرة اصدرت عملي الأول رواية جرأة الياسمين والتي كانت أكثر تواصل بيني وبين المجتمع والأشخاص من الإعلاميين والأدباء والمثقفين في عالمنا العربي ، فقبل أيام قلائل التحقت بدورة تدريبية عن تنظيم الفعاليات في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لمدة أيام ومع وصولي إلى مطار صلالة سألني أحد الأشخاص على متن الطائرة عن صحة والدتي فعرفته عن طريق زوجته التي كانت بجواره وهي جارة لنا فعرفت بأنه دكتور ومحامي وأخبرني بأنهم مسافرين من دبي إلى كازخستان فاهديتة كتابي بتوقيعي وبما اني لم اجد القلم اعارتني فتاة كانت خلفي و فشكرتها واهديتها ايضا كتابي، فتحدثت معها وعرفت بأنها من الصومال وعائدة إليها وكثير حدثتني عن ثقافة المجتمع هناك ، فهي فتاة تدرس الطب وسيدة اعمال ناجحة وتحمل الجنسيةالامريكية.
وعند وصولي إلى أبوظبي ودخولي مع المشاركين في هذه الدورة المهمة التي تختص بمجال عملي أهداني احد المشاركين هدية بسيطة ولكن تعني الكثير عبارة عن كأس صغير مكتوب عليه اسمي ملقبة بسفيرة العطاء فاسعدني كثيرا ولم أكن أعلم بأن الطاقة الإيجابية تشتعل في تلك الأيام وبأنه سيكون على محمل الجد بعد ذلك لأتوج به فما رايته من كرم وطيب التعامل والأخلاق، فاهديته كتابي والذي أسعده جدا ايضا ، وعند زيارتي لسعادة السفير العماني لدى دولة الإمارات والذي كان حديثه عن الرسالة المهمه للعمل الدبلوماسي والسياسي في تمثيل الوطن بكآفة انحاء العالم والتي لم تكن سهلة ابدا بل كان الجميل فيها بأنها متعة حقيقية ونحن نرى الهوية العمانية أصبحت معرفة بنفسها ومعلم للعالم بقوة التسامح داخل وخارج السلطنة في وقت الأزمات السياسية الراهنة، داعيين الله بأن تمر الغيمة على خير وتسامح وسلام. واخذنا الحديث والحوار عن النشاط المجتمعي وأهدافه السامية للشباب ودور المرأة العمانية التي ستحتفل بعيدها في أكتوبر القادم ككل سنه وما سيزيد هذا العيد بهاء وهو أنه سيكون في عاصمة ثقافة المسؤولية الاجتماعية صلالة بما يعرف عن مجتمع هناك بانه متكافل وتجمعهم روح التعاون
لأهدي سفارتنا العمانية كتابي وهو فخر وشرف لي بالمرتبة الأولى ، ليكون اليوم الاخير من الدورة منحي لقب سفيرة العطاء ، بعد أن وصلتني صورة كتابي عبر الواتس آب مصورا بين أغصان الأشجار في الصومال ومع الأجواء الجميلة وسط السحب البيضاء المتلحفة بزرقة السماء في كازخستان وروسيا وايضا في الجو الصحو في دبي ، هنا سعدت كثيرا بهذا الانجاز منح لقب سفيرة العطاء 2017 من هيئة الإستثمار والتعاون الدولي لجامعة الدول العربية وكان ختامها مسك بتلك الرحلة ، فكثيراً ما كنت أؤمن بجملة أقولها دائماً وسأظل ارددها (المجتمع لا يملك شيئا كي يعطيك فاعطيه من قلبك ولا تتنتظر منه مردود)
فمهما أعطيت فالعطاء سيعود إليك، وأنا الآن على متن الطائرة عائدة إلى صلالة اكتب بعض هذه المشاعر لتزهر مع الخريف إلى بريف جبال وسهول صلالة حاملة هذا المسمى الذي اشعرني بأهمية ما قدمته والذي سأقدمة وأسأل الله بأن يجعلني مستمرة في العطاء لتنمية المجتمع والوطن

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. لقب صادف اهله لله درك فقد كنت رمزا للعطاء فى زمان قا فيه العطاء سيرى وعين الله ترعاك وتسدد خطاك موفقة باذن االه نعالى ولسباىك الرحمن خطواتك

  2. نعيمة
    أنت تحفرين اسمك بقوة في سماء الإبداع والفكر والعمل التطوعي الاجتماعي أنت مجتهدة بصدق وستنالين نصيبك من اجتهادك لأن لكل مجتهد نصيب بارك الله فيك وحقق أمنياتك وأمنيات عُمان وتطلعاتها

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى