المقالات

بالأرقام لا بالكلام.. “عمان في عهد الهيثم”

بقلم:منى المعولي

تسلم سلطاننا المعظم – أبقاه الله- مقاليد الحكم في عماننا الحبيبة والأرض ترزح تحت وطأة الثالوث المقيت (الدّين، التضخم، انخفاض أسعار النفط)، ويقال أن تشيد بناءً من العدم أحيانا أسهل من إعادة تقويم ذلك البناء وترميمه، وهذا ما حدث.

ولكل مرحلة مميزاتها وكذلك تحدياتها، فقد جاء والدنا السلطان قابوس- طيب الله ثراه- إلى دفة الحكم وكان لديه أيضا من التحديات السياسية الداخلية ما لديه وربما حروب داخلية وبعض الانقسامات التي عمل على توحيدها، وتقويمها، إلا إنه جاء في عهد الثورة النفطية مما أتاح له إمكانية بناء نهضة عمان الحديثة وتأسيس بنيتها التحتية، والوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم بفضل تلك الجهود والحقبة، وقد ترك أيضا على مستوى السياسة الخارجية أثراً طيبا يشار إليه وإلى عمان ببنان الرضا والتقدير، والنظر إلى سلطنتنا كقوى توازن في المنطقة وخط عودة وارتكاز للكثير من الأحداث السياسية وإرساء قواعد السلام في المنطقة.

ومن الجانب الآخر جاء سلطاننا المعظم هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- كما قلنا في ظروف اقتصادية صعبة، وقد أبطأ أماني الدولة وتوقعات الناس يومها ما واجه عمان من تحديات اقتصادية حالها كحال سائر دول العالم أرهقتها جائحة كوفيد، وغلاء الأسعار والتضخم، والركود العالمي الذي حدث.

ولكن العناية الإلهية وحكمة القائد المحنك كانت تجدف بنا دوما عكس تيار الذبول والانحدار، وبرغم صعوبة ذلك وبرغم قوة المقاومة ضد العبور ورغم أنف التحديات، إلا إننا وبحمد الله ونعمه نسير بثبات ولو على تؤدة، إلى بر السلامة والنجاة.

فالاقتصاد العماني بدأ يكتسي ثوب العافية، وبالأرقام لا بالكلام نشاهد ذلك التحسن على أرضية الواقع، لقد بدأت مؤشرات الأداء للمالية العامة للدولة تأخذ منحاً إيجابيا وتحسنا ملموسا في تصنيفاتها الائتمانية وفق المنظمات العالمية في هذا المجال.

ووفق المؤشرات الأخيرة والقراءات الاقتصادية التي صرحت بها وزارة الاقتصاد مؤخرا والمواقع المعنية بالشؤون الاقتصادية : “لقد نما الناتج المحلي خلال النصف الأول من عام 2022 و نمت بالأسعار الجارية بنسبة 32.4 بالمائة ليصل إلى نحو 20.26 مليار ريال عُماني مقارنة بنحو 15.30 مليار ريال عُماني خلال النصف الأول من عام 2021م.

و بالأسعار الثابتة، فقد نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.9 بالمائة خلال النصف الأول من عام 2022م ليصل إلى نحو 17.59 مليار ريال عُماني مقارنة بنحو 16.93 مليار ريال عُماني خلال النصف الأول من عام 2021م.

كما اشارت الإحصائيات إلى انخفاض إجمالي الدين العام إلى نحو 18.4 مليار ريال في شهر أغسطس الماضي مقابل 20.8 مليار ريال في عام 2021م، أي مايعادل انخفاضا بلغ مليارين و400 مليون ريال وبنسبة 11.5 بالمائة.
اتجهت معدلات التضخم الشهرية نحو الانخفاض منذ بداية عام 2022م، حيث تراجعت من 4.4 بالمائة في يناير إلى نحو 2.4 بالمائة في سبتمبر 2022م.

وفيما يتعلق بسوق العمل والتشغيل، فقد ارتفع إجمالي عدد العمانيين العاملين في القطاع الخاص المؤمن عليهم بنسبة 9.6 بالمائة ليصل إلى نحو 284.7 ألف عامل في نهاية شهر سبتمبر عام 2022م مقارنة بنحو 259.7 ألف عامل خلال الفترة ذاتها من عام 2021م.

كما أشارت تلك البيانات المنشورة أن مجمل التطورات تشير أيضا إلى تعافي الأنشطة الاقتصادية واستعادة قدرة القطاع الخاص على توفير فرص عمل جديدة، حيث انعكس ذلك على انخفاض معدل الباحثين عن عمل في شهر سبتمبر 2022م إلى نحو 1.7 بالمائة مقارنة بنحو 2.4 بالمائة في نهاية شهر سبتمبر 2021م.

كما شهد الوضع المالي في سلطنة عمان تحسنًا واضحًا خلال الفترة (يناير-سبتمبر) 2022م مقارنة بنفس الفترة من عام 2021م، وذلك نتيجة ارتفاع الإيرادات العامة بنسبة ملموسة بلغت 43.4 بالمائة لتصل إلى نحو 10.57 مليارات ريال عماني حتى نهاية سبتمبر 2022م جراء الارتفاع الملحوظ في أسعار النفط، وقد جاء هذا الارتفاع نتيجة ارتفاع إجمالي الإيرادات النفطية بنسبة 51.9 بالمائة وارتفاع الإيرادات الجارية بنسبة 22.3 بالمائة حتى نهاية سبتمبر 2022م عن مستواها خلال نفس الفترة من عام 2021م”.

ولست بصدد إعادة البيانات المنشورة فالعودة إليها سهلا جدا في خضم الانفجار التكنولوجي الذي بات اليوم يحضر إليك كل ما تطلبه بكبسة زر
ولكن حين نقول إن عمان في عهد مجدد نهضتها على الطريق الصحيح والمأمول، فإن ذلك يطعم بالحقائق والأرقام، لنعلم أن تصحيح المسار وإعادة البناء ليس بالسهل، ولكن بالجهود الجبارة التي قام بها سلطاننا المحنك – أيده الله- فعماننا بخير والنتائج تُقرأ وتلاحظ وتُلمس وتعاش وشيئا فشيئا ستنعكس على رفاهية المواطن بعد ضمان تحقيق الاستدامة المالية الذي يسعى جلالته جاهدا لترسيخ أسسها واستثمار نتائجها ليعم الخير على الجميع، وسيسجل التاريخ جهود قائد عظيم سهر على جراح وطنه وبات بحكمته يصحح المسار، كما سيذكر التاريخ شعباً كريما أبيا مناضلا وقف جنب إلى جنب مع سلطانه في أصعب الظروف ومواقفها وقدم التضحيات لينجو الجميع.

دمتي بلادي الغالية ودام عزك وسلطانك الأبي وشعبك الحبيب وكل عام وعماننا الجميلة وقائدها وشعبها بألف خير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى