المقالات

الاستمطار الصناعي في منطقة نجد بمحافظة ظفار

بقلم: أحمد جداد الكثيري

منطقة نجد هنا نعني بها المنطقه التي يكون حدودها من بعد جبال ظفار شمالاً الى محافظة الوسطى تقريباً ( نهاية حدود ولاية مقشن من جهة الشمال )، ومن الشرق نحدها الى نهاية حدود ولاية شليم وجزر الحلانيات ، أما من جهة الغرب فهي الى نهاية حدود ولاية المزيونه وبالتالي حدود السلطنه مع جمهورية اليمن ، وفي تعبير آخر أو إسم مرادف لمسمى هذه المنطقه فهي تسمى أيضاً (بادية ظفار ).

تمر بادية محافظة ظفار حالياً بسنواتٍ عجاف وبوادر أزمة جفاف وتصحر غير عاديه ( حسب رأي أهالي الباديه ) ، حيث لم تهطل الامطار منذ سنواتٍ عده مما سبب إشكاليات كبيره مضره أدت الى جفاف التربه و موت الشجر (ومنها أشجار اللبان النجدي النادر) وكذلك هلاك حيوانات المحميات الطبيعيه والتي هي مهدده بالانقراض كالطيور بمختلف أنواعها والارانب والغزلان العربيه ( الضبي ) والوعول التي تشتهر بها مناطق الباديه ، كذلك تصحر المراعي السابقة التي يعتمد عليها الاهالي في رعي حيواناتهم التي بالتالي تنمي الثروه الحيوانيه بالمحافظه وتغطي السوق المحليه باللحوم الحمراء وتُعطيه ميزة الاكتفاء الذاتي نظراً لإرتفاع الطلب على هذه النوعيه من اللحوم .

ونظراً لقلة الامطار الموسميه ومخاطر الجفاف ( حيث أن السلطنه تقع في مصاف الدول التي ستواجه فقراً مائياً ) فقد إهتمت حكومة السلطنه متمثله في الهيئه العامه للطيران المدني بما يتعلق بعلم عملية الاستمطار الصناعي الذي أثبت كفائته في التجارب التي أُقيمت بعمان حيث أشارت نتائج هذه التجارب الى إضاف مانسبته 18% زياده في كمية الامطار .

حيث إعتمدت فيها طريقة بناء محطات إستمطار تعتمد على الطريقه الايونيه ( وهي بواعث شحنات سالبه تشترط توافر هبوب الرياح وتيارات صاعده رطبه ) وتعتبر هذه الطريقه هي من الطرق الاكثر سلامه وأقل تكلفه ، وإمكانية إستخدامها في أي وقت تتوافر فيه الشروط المطلوبه .

بدأت محطات الاستمطار الصناعي التي أُنشئت في معظم ولايات ومحافظات السلطنه ( عدا محافظتي الوسطى وظفار ) بالعمل وقد نتج عن هذه التجارب نجاح باهر وزياده مدروسه في كمية هطول الامطار(حسب ما خطط له في هذه التجارب ) حيث زاد نسبة الانسياب المائي السطحي ( السيول ) والذي أدى الى إرتفاع المخزون الجوفي المائي للتربه و كذلك الى إتساع الرقعه الخضراء بالاراضي الجافه وقلل نسبة التصحر أو أجله الى فتره من الزمن .

هنا وبعد ماسبق من شرح بسيط لأهمية ماتمثله عملية الاستمطار الصناعي من إحياء التربه وكذلك بث ما يعيد نبض الحياه الفطريه ببادية محافظة ظفار الى سابق عهدها فإن المواطنيين يناشدون من يهمه الامر من الجهات الحكوميه ذات الاختصاص بضرورة إنشاء محطات إستمطار صناعي في منطقة نجد ، وإجراء تجارب عملية قريباً حيث أن المنطقه تتوافر فيها كل الشروط المطلوبه والمناسبه لإنشاء مثل هذه المحطات ( الجبال المرتفعه ، التيارات الهوائيه ، الرطوبه العاليه ) .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى