المقالات

الدلالات الإستراتيجية لمركزية منصب ولي العهد ” هل تأذن ببدء الإستعراض سيدي – على بركة الله”

بقلم : منى المعولي

تقودني صدف الأقدار إلى تجمع عائلي أثناء زيارة منزلية لأحد الأقارب، شدني وجود عدد لا باس به من العسكريين ومن المتقاعدين العسكريين أيضاً، متسمرين بصمت مهيب وأبصارهم محدقة نحو الشاشة الكبيرة التي تكاد تملىء مساحة من نصف الحائط، وهم يشاهدون الإحتفال السنوي بيوم سلاح الجو السلطاني العماني وتخريج الضباط الطيارين، وبعد إلقاء التحية.… فإذا بي لا شعورياً تخطفني اللحظة لأنضم إليهم، ونحن نشاهد ذلك الشاب ذو الصوت الجهوري ببزته العسكرية برتبة عميد، وهو يفتش الصف الأول من طابور الخريجين.
لن أطيل عليكم السرد، فالتفاصيل ينقشها المشهد وتشدو بها الذاكرة، انتزعت نفسي من دهشتها وفي لحظة إنتهاء المراسم العسكرية واختتام العرض، فإذا بي أسمع السكون يغادر المكان، وبدأت الأحاديث عن الإستعراض فإذا بأحدهم وهو ضابط كبير في الجيش السلطاني العماني يقطع الإنبهار مشيداً بقوله: ” ماشاء الله طابور بلا أخطاء البته”،وقال عسكري أخر “إن هيبته وإتقانه للحركات العسكرية، يذكرني بالمغفور له بإذن الله، السلطان قابوس رحمه الله”، وأظهر أخرون مدى إعجابهم بالطلة السلطانية لولي العهد وملأه الكامل لهذا المنصب الذي يمثل عمان المستقبل.

ربما يضيع رأيي في خضم الأراء العسكرية والمحنكة، أو ماذا عساي أن أقول أمام قامات وخبرات مخرت عباب البروتكول العسكري وأجادت الوصف بما يليق به وبما أعجز عن وصفه.

ولكن الأمر الذي أستطيع أن أخط إعجابي وأجيد إبداء رأيي فيه هو تيقني وتيقن من كان معي واتفاقنا من تمكن صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم حفظه الله،وفي فترة وجيزه من دخول قلوب العمانيين الشباب، الذين أصبحوا يفتخرون ويفاخرون به كولي لعهد مولانا السلطان هيثم بن طارق أبقاه الله وأدام عزه، وإن الظهور الميمون لصاحب السمو بحلته العسكرية برتبة العميد، له دلالات عميقة لا يفهمها إلا ذو بصيرة عسكرية وإستراتيجية عميقة، وأن مشهد الطائرات المقاتلة وأعدادها وتنوعها كونها سلاح عمان الإستراتيجي، له من الدلالات الجيواستراتيجية والجيوعكسرية الكثير والكثير، في مرحلة غصت بها المنطقة بالصراعات العسكرية و السياسية والإقتصادية، وأن عمان بعهدها الجديد ومستقبلها الواعد الذي يمثله ذلك الشاب الواثق من نفسه والمسلح بالعلم والمعرفة والتاريخ والجغرافيا، قادرة على التحليق عاليا في سماء ملبدة بالغيوم، كما فعل الشبان العمانيون في طائراتهم المقاتلة، والذين شاهدناهم في إستعراضهم الجوي خلال الحفل وهم يقدمون التحية لولي عهدهم المحبوب، ولسان حالهم يقول “الإيمان بالله / الولاء للسلطان/ الذود عن الوطن”، فلتهنأ عمان بفلذة كبدها وقوتها الصلبة والذكية.
“هل تأذن لطابور الخريجين بالإنصراف سيدي – على بركة الله”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى