وهج الحروف

صدور رواية “في ذمة العشق” للكاتبة شيخة الفجرية

وهج الخليج – مسقط

صدر للكاتبة شيخة الفجرية رواية بعنوان “في ذمة العشق ” حيث تحدثت عن أرملة تخلّدت مشاعرها في عشقٍ تراه أسطورتها، فالعشق لديها سلوك ترقى به حياتها كلها، إذ يختلف المعنى بين ما تراه “هند”، وما يراه من حولها. حتى “بدر” الذي ربته على يديها، ولكنه رأى فيها “إيزيس” الخاصة به.

تقول هند في يوم خروجها من عدّة موت زوجها:” فإذن ما زلت في الماء بملابسي السوداء! وما زالت الزاهية تكرر لي أن أذكر اسمه، لأعتقني من الحزن، ولأعتقه من التسبب فيه، فأُطبّق فكرة التطهر الأرسطية، التي قد تفتح أمام قلبي، وما علق بي من روحه بابًا عشقيًا جديدًا، أو يمضي بي إلى تجربة أخرى، ولن يكون، فعلى الرغم من ألمي الكبير، فلن يتفرّس ويفترس تفاصيلي بلذة غيره، ذلك الذي أحببته حبًا “أفلاطونيًا” مثاليًا وأحبني حبًا متعدد الأوجه، فيه من منهجية “ديكارت” المملّة، وشيء من منطق “أرسطو” المسيّج بالتقعيداتِ، على الرغم من انغماسنا في تحررية “لوك”، واستبدادية “هوبز” في آنٍ معًا، كان كل ذلك محفوفًا بأخلاق “سبينوزي”، وتعالي “كانط”، ووضعية “كونت”، وطبيعية “روسّو”، ومؤخرًا كان صاخبًا بجدلية ديالكتيكية “هيجل”، بعد أن نضح أنفاسًا “نيتشوية”، بها ما بها من ماورائيات الخير والشر، بحبه نسفَ ثوابت كلَّ ثوْريةٍ عشْقيةٍ تمجدُ بجماليون، منزوعًا من أية سيرورة؛ أو صيرورة.”

كانت هند ملاذًا لجميع أفراد عائلتها الكبيرة، ولا ترى فيهم إلا ملائكة تنقصها الأجنحة،

ولكنها في لجّة عشقها الأسطوري الحالم لهذه العائلة ومن فيها، ترتطم “هند” بالواقع الذي تتدحرج تفاصيله الفاسدة أمام عينيها كل يوم، لتكتشف أن الحياة الواقعية تشبه مصارعة الثيران التي يخوضها “أبو العناتر” ثور أبيها “الشايب يوسف” مع “الضربة القاضية” ثور عيسى وبقية الثيران في حلباتهم الثيرانية المعروفة، وأن تلك المناطحات العلنية بين الحيوانات، تقابلها مناطحات سرية بين البشر “أفراد عائلتها”.

وأن الحلم والملائكية بعيدة كل البعد عن تصوراتها، وخيالاتها فـ”نصف عائلتها إما قتلة أو متسترين عليهم”.

في المقابل يرفرف الحب في الحيوات الصغيرة التي ترافق حياتها؛ مثل: فاطمة وباسل وعبير، وبدر، وفيصل وعيسى وعذراء والبقية.

أما فاطمة ابنة الأخ الوحيد لهند، فهي تلخص حياتها فيما قالته من شعر في أول مرة تم الإعلان أنها الشاعرة الحقيقية والكاتبة الأصلية لأشعار والد زوجها الكاذب المدّعي أنه شاعر؛ فتقول:

“توضي الضيّ

واغضي ّ

رمش الغمام

يا اللي ابتساماتك سما

تشرق فراشات وغرام

يا الساكنة بأقصى شراييني..

لمّي عصافير الحظوظ السايبة فيني”.

داهمتني موجة من التصفيقِ والصفير، لأرى بعدها لوحة تبرز عليها الأسنان البيضاء الباسمة، أكثر من أي شيء آخر، صاحبتني هذه الابتسامات، إلى باب سيارة عمتي هند بالثناءِ والتشجيع.

الرواية تزخر بالكثير من الفن والشعر والحب والحياة الاجتماعية الضاجّة بالثراء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى