وهج الحروف

مسؤولية التعلم ومجموعات التواصل الاجتماعي المدرسية

بقلم خالصة البوسعيدية

 

بداية الشكر لكل معلمه تبذل قصارى جهدها وجل وقتها لمصلحة طلابها كل هدفها إعداد جيل المستقبل لبناء هذا الوطن ورفعة شأنه

أيتها المعلمة الفاضلة
ألا تتفقين معي بأن إكساب التلاميذ المعارف والمهارات والسلوكيات التي تمكنهم من ممارسة مهامهم اليومية بكل ثقة لهو عمل نبيل يستحق التقدير والاهتمام بتنمية المهارات الشخصية للطلاب والتي تهيئهم للإنخراط في المجتمع وتبني فيهم حب العلم وإستمرارية التعلم مدى الحياة.
ولا يخفى عليك أيتها المربية الفاضلة أن بناء المهارات الشخصية أمر في غاية الأهمية كإدارة وقت التعلم وقيادة الذات وتحمل المسؤولية والتعبير عن الرأي والنقد البناء والنقد الذاتي وغيرها من المهارات التي لا يكتسبها الطالب عبثا بدون تطبيق يومي وممارسة مستمرة.
واذا تطرقنا إلى الواجبات اليومية ومتطلبات الدروس فلا بد من أن نستوضح من إدارات المدارس والمعلمات
الهدف من إلقاء العبء على كاهل الأم عن طريق إرسال برنامج التكليفات والواجبات بشكل يومي في مجموعات التواصل ( الواتس اب ) والإصرار على تجاهل دور الطالب في تحمل هذا العبء وهو أولى وأحق به دون غيره؟

أيتها المعلمة الفاضلة
أتركي مساحة لهذا الطفل ودعيه يتحمل مسؤوليه تعلمه بنفسه حركي شعوره الداخلي تجاه مسؤولية التعلم إغرسي في نفسه حب التنافس وروح المشاركة الهادفة وأتركي الأم جانبا فمسؤولية الأم المتابعة والمتابعة ليست بالأمر الهين فهي لا تتابع التعليم فقط ولا تتابع طفلا واحدا فقط فبعض الامهات يتابعن سبعة أبناء وبعضهن أكثر والوقت لا يسعفها لأداء مهامها الكثيرة.
والسؤال الذي يفرض نفسه والذي نحتاج الى إجابة عليه هو : ما مبررك أيتها المعلمة من نشر الواجبات والتكليفات ومتطلبات الدروس وغيرها من المشاريع بمجموعات( الواتس اب) التي انضمت إليها الأمهات بتوجيه وطلب منك ؟؟
ان طالب الصف الأول الأساسي بل ومن صف الروضة يستطيع تأدية مهامه وواجباته المدرسية بنفسه وما على والداته إلا المتابعة ثم المتابعة والمتابعة فقط.
للأسف هذه المجموعاتمن إسهل الطرق التي تخرج جيلا معاقا اتكاليا يعتمد على الام جيلا لا مباليا بالنتائج وغير مكترث بما هو مطلوب منه جيلا متبلد الإحساس بالمسؤولية

اعلمي أيتها المعلمة بأن السيناريو الذي يحدث يوميا في كل بيت كالاتي:
الأم تحضر الحقيبة المدرسية وتفتح المجموعة وتفتح صفحة الواجب وتنادي على الطفل ويمتنع عن الاستجابة فتصرخ ليستجيب ويمضي معها فترة زمنية ثم ينسحب لفترة أخرى
أتعلمين ما السبب؟
السبب هو أن المسؤولية على عاتق الام والطفل ترفع عن تحمل عبء التعلم فيجلس معها حينا ويهرب أحيانا ويتكرر المشهد في جميع المواد.
إعلمي أيتها المعلمة بأن إكساب الطالب مهارة يستفيد منها طول حياته أفضل بكثير من حصوله على الدرجة الكاملة في سؤال قصير أو إختبار نتيجة لجهد مضاعف من الأم.
وان مشاركة الام واجبات الطالب أولا بأول جعلها تقف معه وبجانبه وتلقنه المعارف والمعلومات وتحرص على تحفيظه الكتاب وليس المنهاج واصبح التنافس بروح الام وليس الطالب.
الأم هي من حفظت الكتاب ونافست على المراكز وانزعجت من نقصان الدرجات والطفل مغيب عن ذلك كله.

إعلمي أيتها المربية الفاضلة أن الدرجة الكاملة سيحصل عليها الطالب اليوم أو غدا بعد أن يكتسب المهارات اللازمة التي تعينه للوصول الى التميز والتفوق على أقرانه.

أيتها المعلنة ثقي في هذا الطالب وحملية مسؤولية التعلم وسترين أنه أهلا لها وستبهرك النتائج سيصبح طالبا منافسا لإقرانه بالفصل بدافعيته الذاتيه النابعة من داخله دافعية وقادة مستمره ومتجددة لا تنطفي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى