وهج الحروف

الرقابة على الأداء والجودة

حوار اذاعي مع احد المسؤولين في جهاز الرقابة المالية والادارية للدولة أثار كتابة هذه الخاطرة.
تكلم ذلك المسؤول بثقة مطلقة!! أن الجهاز يقوم بزيارات ميدانية وعشوائية للوحدات الحكومية، ويرفع تقارير من خلال تفعيل أهم معاييره و أدواته القانونية وهي جودة الأداء، وأن ملاحظات التقرير ترفع للجهات المختصة، ويعتقد هذا المسؤول أنها تساهم في تحسين وتطوير الأداء والجودة في الإجراءات المالية والادارية لدى بعض الوحدات الحكومية.

هذا قبل..
أما بعد..

منح المرسوم السلطاني الخاص بالرقابة المالية والإدارية صلاحيات واسعة جدا، وقد استبشر به المجتمع العماني، لأنه كان أحد المطالب المجتمعية في أحداث ٢٠١١م وذلك لكبح نشوة السلطة والفساد الإداري والمالي والاختيارات المصلحية للمناصب القيادية في بعض وحدات الجهاز الإداري الدولة.

تكلم بثقة مطلقة ، حتى بدى لي هذا الفاضل انه يروي حكاية من ألف ليلة وليلة.
قال لي مرافقي في السيارة: أسمعت !؟
اين الجهاز من الفساد المالي الذي يعلن عنه من وقت لٱخر منذ انشاءه؟ بل أين الجهاز من الترهل الوظيفي والعقد الإدارية والاختيارات القيادية المتواضعة!؟ .

جودة الأداء !! هل يشارك الجهاز في اختيار الكفاءات الوطنية للمناصب القيادية؟.
بل وهل تدخل في أداء بعض الموظفين الذين اشتهروا بعدم مقابلة المراجعين وتأخير المعاملات، بسبب أو بدون سبب ، فقط حسب مزاج هذا الموظف!؟

أم أن الجهاز مهتم بالحضور والانصراف وما حولها من الإجراءات الإدارية الروتينية؟!

أخيرا ..

الأجهزة المعنية بالرقابة المالية والإدارية هي صمام الأمان للمال العام وجودة الأداء الإداري، مثلها مثل القضاء، “العدل أساس الملك”.

أي دولة تملك قضاء نزيهاً ورقابة مالية وإدارية حقيقية، فالسيادة لها سياسياً واقتصادياً وثقافياً، ( حقيقةً لا وهماً ).
ومن أهم أدوات الرقابة الإدارية والمالية وجودة الأداء، *الرضى المجتمعي من خلال مجالس الشورى والبلدي ووسائل التواصل الاجتماعي والعمل الفوري بالنقد البناء.

بهذه الأدوات المجتمعية يمكن أن تتدخل أجهزة الرقابة قبل أن يستشري المرض الخبيث ( الفساد والفاسدين ) ويفتك بالمال العام وسمعة الوطن وأهله .

كما أقترح إنشاء جهاز رقابة مالية وإدارية خاص بجهاز الإستثمار.

عندما يشعر أي موظف صغيرا كان أو كبيرا بأنه مراقب ماليا وإداريا، وستتم محاسبته على إنجازاته! فحينها سيتحسن الأداء وتسّهُل الإجراءات، *ولن يكون للعاجز والمعقد والفاسد منصب في مضمار جودة الاداء*.

ختاما…

جاء في الأثر أن الفاروق رضي الله عنه:
‏يتحرى عن الموظف الذی عهد إلیه بعمل ما، قبل التعیین وبعد التعیین وبعد التكليف، یقول : أرأیتم إذا استعملت علیکم خیر من أعلم ثم أمرته بالعدل، أکنت قضیت ما عليّ؟ فقالوا نعم، قال لا، حتى أنظر فی عمله أعمل بما أمرته به أم لا.

اللهم ازرق السلطان المجدد حفظه الله ورعاه البطانة الصالحة وجنبه البطانة السيئة.

ابوخالد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى