المقالات

القوى الناعمة العمانية (كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها)

كتب : د. محاد الجنيبي

تعتبر كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، صرحا تعليميا راقيا للطلاب الأجانب الشغوفين بتعلم اللغة العربية، الذين يأتون من كل فج لتعلم اللغة العربية من اللسان العماني العربي الأصيل، وليتذوقوا الأخلاق العمانية العربية الإسلامية الأصيلة، إنها القوة الناعمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ليتحقق الجذب و التأثير على طلاب عدد كبير من الدول، الذين يعودون حاملين معهم الإنطباعات الإيجابية عن عمان الدولة و الانسان و المؤسسة السلطانية.
لقد جاء البروفيسور جوزيف ناي بنظرية القوى الناعمة بعد انهيار الشيوعية اليسارية في العالم، وأصبحت النظرية الليبرالية الديموقراطية هي السائدة، حيث أرجع جوزيف ناي عوامل الانتصار الغربي الى القوى الناعمة المتمثلة في الثقافة و المبادئ الليبرالية و الدبلوماسية النشطة، وقد جادل الأخير أن تحطيم جدار برلين بمعاول الشعب الألماني الشرقي كان نتيجة للجذب الذي تلقاه في الشطر الغربي من ألمانيا، فتحطمت الجدران و تدفق الملايين نحو التنمية و الرخاء و العلم و المبادئ الإنسانية النبيلة و حقوق الانسان، انها القوى الناعمة التي لا تعتمد على الإكراه و الإجبار (القوى الصلبة)، بل تعتمد على الجذب و التأثير.
وبإسقاط نظرية القوى الناعمة على الفكرة العبقرية لإنشاء كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، نجد أن الكلية تحقق الأهداف التالية من خلال الطلاب السفراء (باحثين، اعلاميين، أكاديميين، عسكريين، مفكرين):
أ.​توضح الصورة الحقيقية للإسلام المعتدل.
ب.​تنزع من قلوب الغرب ما يسمى بالإسلامفوبيا.
جـ.​تروج لعمان شعبا وأرضا وسلطانا.
د.​تنشر وتحبب العالم في لغة الضاد.
و.​تحقق لعمان الترويج السياحي والاقتصادي.
ز.​تحقق القيمة الاقتصادية المضافة.
ح.​تحقق العديد من المزايا الاجتماعية والانفتاح على الأخر.
ي.​العديد من المزايا والإيجابيات المباشرة والغير مباشرة.

تنفق دول المنطقة المليارات على قواها الناعمة، وتدعمها في ذلك أدوات إعلامية ضخمة قادرة على إيصال الصورة الإيجابية لهذه القوى للعالم، و عليه فإن وجود كلية تعنى باللغة العربية و تحقق قوة ناعمة حقيقة لسلطنة عمان جدير بالاهتمام من قبل كافة مؤسسات الدولة التنفيذية و التشريعية و الإعلامية، و إن دعمها و الترويج لها و مضاعفة طلابها يصب مباشرة في مقاصد الأمن الوطني و غاياته، و عليه فإننا نناشد من هذا المنبر إلى وضع سياسة براجماتية لبرالية لمضاعفة الإيجابيات لهذه النوعية من المشاريع التي تخدم عمان على المديات القصيرة و المتوسطة و الطويلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى