المقالات

في المسار الصحيح باراً بالقسم

بقلم:منى المعولي

قال دوستويفسكي ‏”امشي على قدمكَ المكسورة، ولا تترك أثر يدك على كتف أحد.”

وهذا تماما ماطبقته سلطنة عمان في عهد السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – الذي تسلم مقاليد الحكم في البلاد في أوضاع اقتصادية حرجة، ما لبث أن باغتتنا خلالها جائحة كورونا وسلسلة من الإغلاقات والإجراءات التي جعلت الساق حقاً من حيث أوجاعها تُكسر.

غدا العالم منعزلا وكلٌ يكفكف أزماته وها هو النفط يزيد بلل الطين وحلاً فإذا بها أسعار النفط الذي تعتمد عليه السلطنة في المقام الأول لتحريك عجلة التنمية؛ تتهاوى .

وكأن الأقدار تبرهن يومها ” أن المصائب لاتأتي فرادى”، دخلنا في غياهب الخطر، فالشركات تسرح أتباعها، والتجار يغلقون محلاتهم، وهمم الناس أخذت تتاهفت وتخفت، ومواقع التواصل تبعث رسائل الهزيمة ولكن…

ولكن خلف القاعات المغلقة والاجتماعات المحكمة وأجندات الإصلاح وقوائم التوازن كان هناك رجل يعمل بحكمة الصمت؛ لتخرج الأعمال والأفعال لتروي ضجيجها على غير اتفاق ومخطط.

عامان يكمل اليوم المقام السامي -أبقاه الله- منذ أن تسلم الأمانة الكبيرة وورثها عن من أسسه وهيئه لها ابن عمه ومؤسس نهضة عمان الحديثة والإسم الخالد/ السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه-.

لم يقل لنا سلطاننا لقد فعلت؛ بل ترك المؤشرات الدولية تتحدث، ها هي عمان تخرج من عنق الزجاجة ومن أيام ثقال وإن كانت تراكماتها باقية إلا إننا على وشك ملامسة الضوء الذي يشير إلى نهاية النفق، كان حريص حفظه الله على أن يخرج بإسم عمان من ترويسة العجز المالي قدر المستطاع، ولا يمكننا إلا أن نعترف أن الانتفاخات والأورام استوجبت المشرط لتبتر وتزاح، لذلك جاءت بعض القرارات المداوية موجعة، ودخلنا في مرحلة تستوجب الظروف فيها الاحتمال والصبر، لأن لابد من بعض الألم لتقويم اعوجاج بعض الترهلات؛ وجاءت التدخلات المتتابعة من مشرط التصحيح.

وقد أكد صاحب الجلالة السلطان هيثم-حفظه الله- في النظام الأساسي المستجد للدولة الصادر في ذكرى تنصيبه الأول في ١٢ من يناير ٢٠٢١م أن مشاركة أبناء الوطن وتمكينهم من صنع مستقبلهم في جميع مناحي الحياة وصون عمان، والحفاظ على أراضيها ووحدتها، ونسيجها المجتمعي، وحماية مقوماتها الحضارية وتعزيز حقوق أفرادها وواجباتهم ، وكذلك كفل الحريات العامة ودعم مؤسسات الدولة، وترسيخ مبادئ الشورى، تأتي ضمن المكونات الأساسية لدستور هذا البلد وتشريعاته.

عكف جلالته على الإصلاحات ومنذ اليوم الأول والخطاب الأول أكد أنه ماضٍ فيها؛ لذلك وعلى مدار عامين تتابعت القرارات والمراسيم التصويبية للدفع يعجلة المسير إلى الأمام فأعاد هيكلة الجهاز الإداري والمالي، وضمن النظام الأساسي بحتمية تسمية ولي للعهد في البلاد والذي يأتي كخطوة إيجابية تقدمية من أجل حماية أمن عمان من التقلبات المزاجية السياسية والاقتصادية التي ترفع مؤشرات القلق في حالة أن يكون منصب السلطان شاغراً عند أي ظرف -لا قدر الله- مما يترتب عليه قلقلة وعدم استقرار عام.

وعلى مستوى إدارة الأزمات؛ فقد كان سلطاننا الحكيم حاضرا على رأس اللجان الوطنية التي تدير الأزمة ولقد اختبرتنا الأقدار مكرراً، كما رأينا من خلال تشكيل اللجان الوطنية في أزمة ( كورونا ) وأزمة إعصار(شاهين)

ولإدارة شؤون البلاد مباشرة لقد أنشأ جلالته المكتب الخاص والذي تعود تبعيته إليه للإطلاع عن كثب على كافة الأمور الخاصة بالوطن والمواطنين ولقد أرتنا التجارب على مدى عامين أن أصوات المواطنين وكل جديد على الشارع العماني يصل إلى جلالته وربما وإن كان غير معلن فإننا متأكدون أن ما من مواطن يوجه صرخة أو استغاثة إلا وتصل ويتحقق من حيثياتها وتبعياتها؛ فإننا ننام، غير أن هناك رجال بايعوا الله على حق ونصرة الحق ولتحقيق العدالة، يسهرون، كذلك نشهد حاضرا لقاءات السلطان المباشرة مع أعيان ومشائخ المحافظات وما يوليه من اهتمام بارز لتطوير تلك المحافظات والدفع بها نحو اللامركزية الإدارية والتنمية الحضارية والاستقلالية التجارية، لأمر غير مسبوق لدينا في السلطنة.

بات على مراعاة مصالح الوطن الإقليمية ونسج علاقات استراتيجية اخوية مع المملكة العربية السعودية.

ولأن أمن عمان هو شغله الشاغل فقد جعل جلالته تبعية جهاز الأمن الداخلي له مباشرة، كما أن الزيارات للوحدات والمعكسرات والقواعد العسكرية والأمنية (لرفع الروح المعنوية ، تعزيز الولاء والانتماء ) كانت لها أثراً طيباً على نفوس القوات المسلحة وحماة الوطن.

كما وجد ملف الباحثين عن عمل والمسرحين النصيب الأكبر من اهتمامه وتم فتح أبواب التوظيف في مؤسسات الدولة ونحن الذين جميعنا نعلم وشهدنا إغلاقها منذ عام ٢٠١٤م ولا ينكر أحدا منا أن هناك مجموعات كبيرة حولنا توظفوا في مختلف الأجهزة والمؤسسات .

الرغبة الجادة في توحيد صناديق التقاعد، وتوحيد صناديق الاستثمار.
.وإحالة نسبة 70% من المكملين 30 سنة للتقاعد كل تلك الشواهد والانجازات لها تفسير واحد وجملة آمنت بها وقلتها وأرددها ويؤمن بها كل ذي عقل راجح ” إن عمان على الطريق الصحيح”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى