المقالات

عمان والسعودية وهيكلة الاقتصاد

كتبت : منى المعولية
منذ أن أصدر ديوان البلاط السلطاني بيانا مفاده؛ أن صاحب السمو ولي عهد المملكة العربية السعودية “الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز سيحل ضيفاً على سلطنة عمان يوم الإثنين القادم؛ والحديث عن هذه الزيارة يتصدر عناوين الأخبار، ويعول أبناء الشعبين الشقيقين الكثير على هذه الزيارة كما تُعلق الآمال عليها أنها ستكون انطلاقة تعزيزية لصنع مستقبل أكثر رخاء وتطوراً وشراكة.

سبق الإعلان لهذه الزيارة المرتقبة؛ زيارة قام بها عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – أبقاه الله وحفظه- إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ توجت هذه الزيارة بالعديد من المزايا والاتفاقيات والتي نأمل أن نراها قريبا مطبقة على أرض الواقع، كما تم إنشاء المجلس التنسيقي العماني السعودي المشترك بين البلدين، مما يعكس مدى رغبة البلدين الشقيقين في تعميق أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري، بل الاجتماعي أيضاً.

يفرض الواقع الجيوسياسي والظروف المتقلبة التي تعيشها المنطقة، في ظل التهديدات الخارجية للاقتصاد الذي تفرضه العولمة؛ وتوحيد الصف الخليجي اتجاه المواقف السياسية والاقتصادية والدولية والإقليمية ووجوب الوحدة وتعزيز الاعتماد على الذات الخليجية الموحدة وترسيخ هذه العلاقات وتتويجها بالمبادرات التي تشق طريق التوجه إلى روافد استثمارية بعيدة عن سيطرة المزاج الدولي ومتغيراته، وقريبا من بوتقة الاستثمارات في المجالات التي تُعد المغذي الأول للشريان المحرك لبقاء الدول على أهبة المواصلة والمقاومة من أجل نماء الشعوب ورخائها، ولا شك أن ما تسعى إليه السلطنة والمملكة العربية السعودية هي المحافظة على بقاء التدفق الاقتصادي من خلال مواصلة الاستثمار في مجالات الطاقة كما هو مشروع المدينة الصناعية المرتقب في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

كما أن البلدين على موعد مع نقلة نوعية لوجستية بافتتاح أول منفذ حدودي بري مباشر بين البلدين “منفذ الربع الخالي” الطربق الذي سيساعد على تقليص المسافة بشكل كبير بينهما.

تحمل *كل* من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية مشروع رؤيتيهما المستقبلية من خلال رؤية عمان2040 ورؤية السعودية 2030 على محمل الإهتمام، وتبذلان أقصى الجهود وأكثرها جدية على الإطلاق للسير بالرؤيتين؛ من المأمول إلى الواقع لذلك تجد كلا البلدين يسعيان إلى إعادة هيكلة الاقتصاد لتنفيذ طموحاتهما المشتركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى