المقالات

ليتني كنت جنطة

بقلم:منى المعولي

تصاعد الغثاء وكثر الهرج وتواردت الفزعات وأستُلت القصائد من مكامنها، فليتني كنت “جنطة فلانة ” تلك التي استفزت شنباتكم لتهرعوا وتكسونها ذهبا من القاع حتى النخاع والرأس واليد والصدر والأنفاس ولكن ..

فلانة التي تتراكضون لتكريمها في مناسباتنا نحن الوطنية هي كمية تساؤلات لاتجد “جنطتها ” معي تفسيرا.

فلانة أولا وقبل كل شيء ومن أقل خطأ سيحت فيكم أنكم تسببتم بفقدان حقيبتها، عفوا “جنطتها”، يبدوا أن أسلوب الدلع يولع فحم كرمكم، فحججتم من كل حدب وصوب تعوضونها ذهباً.

وليس من باب التفاهة أن أقارن، بل من باب أن بعض التصرفات تقهر، لا بل تظهرنا بمظهر السذاجة، ومظهر من يقال عنه بالعامية ” ماشايفين خير”.

تصرفاتكم تجلب لنا العار والفشل، نحن لسنا بسذج، وليس ما تفعلونه بالكرم، إنما له مصطلحات عدة يعرفها أبناء المجتمع من الشرفاء ولله الحمد أن الشرفاء في عمان هم الغالبية على السفهاء، ليت تلك الفزعات المتطايرة بالذهبات والمطار والطائرة كانت بالأمس حين صرخ أبناء وطنكم أنهم تم تسريحهم حاضرة.

ليتكم، ليتكم؛ كسوتموهم بالذهب الذي تنزفونه اليوم ، ليت حميتكم ظهرت حين توجعت بنات وطنكم وهن مسرحات، ليتكم على أقل موقف وتقدير ساهمتم في صندوق الأمان الوظيفي.

قد يرد علي قائل: هم أحرار، لأرد عليه ونحن أيضا أحرارا بانتقادهم، ونحن أيضا أحرارا أن لانظهر أمام العالم من الخارج أننا سذج.

لقد تم تحنيط النخوة وتحييد العادات وسمكرت التقاليد، ولقد لبست الأذواق النقاب، لقد أصبحنا نجاهر بدعمنا لكل ما هو مفلس والتراجع عن تمجيد كل ما هو ثمين.

إنه زمن التماهي بالدمى والانسفاف خلف الشفايف البلاستيكية، زمن الركض خلف المغريات الفارغة، والانتفاخات الخلفية الزائفة، زمن تبلورت فيه المتضادات وتكلست فيه الحشمة والنخوة وانطمرت فيه غيرة البعض من الرجال والنساء معاً.

زمن يتضور فيه أسد الدار جوعا وحاجة، وتشبع فيه الجراء الضالة
ليتني “جنطة” تنال كل ذلك التقديس والاهتمام، يهتز لغيابها أصحاب الشوارب واللحى، وليت كل المعسرين والمعسرات هم “جنطة فلانة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى