المقالات

المسجد الاقصى يستحق كل التضحيات

بقلم: إبراهيم عطأ

الأحداث تتسارع واعداد الشهداء والضحايا من المدنيين بالعشرات وغالبيتهم من الاطفال، وقد يرتفع العدد الى المئات خلال الايام المقبلة إذا ما تصاعدت المواجهات واستمرت لبضعة ايام او اسابيع كما بات مرجحا او مؤكدا، خاصة بعد أن اعلن الكيان الصهيوني عن عملية واسعة الاهداف ضد قطاع غزة المحاصر تحت اسم “حامي الاسوار”، والتي سيحاول من خلالها ابعاد و تشتيت الانظار عما يحدث في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح بعد حملة التعاطف الدولية الغير معهودة مع اهلنا المقدسيين…
طبعا هي أخبار مؤلمة للجميع، للمقاومة ولعائلات الضحايا ولعموم اهلنا في فلسطين، ولكنها لن تضعف من ايمان شعبنا بقضيته العادلة وحقوقه المشروعة، ولن تحبط من عزيمته واصراره على الدفاع عن القدس الشريف وعن المسجد الأقصى المبارك، مسرى الرسول الكريم، وعن كافة المقدسات وكامل التراب الفلسطيني المحتل…
وبالرغم من هذه التضحيات الجسيمة ومعاناة شعبنا الأليمة تحت الاحتلال، ومن دموية الرد العسكري للصهاينة وهمجيتهم في التعامل مع المرابطين والمتضامين في الأقصى ومع اهالي حي الشيخ جراح، وبالرغم من تواصل القصف على قطاع غزة المحرر وقمع المسيرات والاحتجاجات عند حواجز مدن الضفة الغربية المحتلة، الا أن معنويات شعبنا العالية وحملة التضامن العالمي الواسعة وكذلك التفاعل العربي الشعبي غير المسبوق مع صمود وتصدي المقدسيين، بالإضافة إلى وصول صواريخ المقاومة الى احشاء الكيان الغاصب، تعطينا الامل الكبير والأكيد بان التضحيات ومهما كانت جسيمة لن تذهب سدى او هدرا، وان المعركة ستكون لصالح اصحاب الحق مهما زادت وعظمت هذه التضحيات، “…فانهم يألمون كما تالمون ويرجون من الله ما لا ترجون..”.
لذا، مهما هدد وتوعد وأجرم النتن ياهو، الذي يحاول لعب آخر اوراقه الدموية تجاه الفلسطينيين لعله يحسن من حظوظه في إعادة تكليفه للبقاء على رأس رئاسة الحكومة، والتهرب من استحقاقات قضايا الفساد التي تلاحقه، ومهما عملت بعض الانظمة العربية التي تدور في فلك بني صهيون على تجاهل ما يحدث من قمع واضطهاد وتدنيس لاماكن العبادة من قبل الصهاينة، او محاولة التعامل مع القضية الفلسطينية بحياد و”موضوعية”، وكانها مواجهة تحدث بين طرفين متناحرين حول قضية هامشية لا تعنيهم الا من بعيد، ومهما دفعت ابواق اعلام تلك الدول التطبيعية وقنواتها “العبرية” باتجاه الابتعاد عن الواقع او تغيير الوقائع من خلال تغطية الشمس بغربال، لاعطاء الاولوية لعلاقاتهم مع الصهاينة على حساب ما يجري في أرض الرباط الأول من جرائم صهيونية وانتهاكات وتدنيس للمقدسات الاسلامية، الا ان النصر سيكون في نهاية المعركة حليف للمناضلين والمقاومين اصحاب الأرض الحقيقيين، المدافعين عن شرف وعزة هذه الامة وعن مسرى رسولها الكريم، …
وفي هذا المجال، نقول للصهاينة المجرمين ما قاله الشاعر الفلسطيني محمود درويش قبل اكثر من ثلاثين عاما لهؤلاء الاغراب “أيها المارون بين الكلمات العابرة خذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا…” آن لكم أن تنصرفوا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى