وهج الحروف

نتائج الطغيان

قال تعالى ﴿ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ﴾

أثارت هذه الآية وتفسيرها كتابة الخاطرة.

لا شك انه مرَّ على بعضكم طاغية، سواء بالمعاينةِ أو خبراً في كتاب أو بأية وسيلة أخرى، أصيب بمرضٍ عضال يسمى ” نشوة السلطة و المال ، وهو على درجات!! أخطرها على الإطلاق، درجة الطغيان” .

الطغيان هو الإستكبار والإستعلاء وإقصاء واستعباد الآخر، هو النظر إلى الناس كالعبيد!! لا يرى ولا يسمع ولا يفكر ولا ينطق إلا ما يراه الطاغية.

والطغيان قد يكون جماعي وقد يكون فردي، قد يكون طغيان القوة والسلطة، وقد يكون طغيان العلم وقد يكون طغيان المال.

وفي كل الأحوال أركان الطغيان ثابتة، مع تطور في التقنية و الأساليب!!، أسوأها البطانة السيئة، والمنافقين و المتسلقين والمطبلين على مختلف درجاتهم الوظيفية والمهنية والفكرية …الخ.

ذكر لنا القرٱن الكريم والسنة النبوية الشريفة قصص تتلى إلى يوم القيامة، *لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد.

فرعون! طاغية زمانه، ووزيره هامان! وقارون التاجر! ، بغوا وعاثوا في الأرض فسادا، والنتيجة ﴿ وَلَقَدْ جَاءهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

هذا قبل…
اما بعد…

الطغيان مرضٌ خبيث يطغى على القلب والعقل والنفس، ويحجُب عنهم الرحمة والحكمة والبصيرة والعلم.

ليست له أمصال أو لقاحات، وليست له احترازات ، أو هيئة عالمية.

الطغيان حرمان وخذلان من القوة والرخاء والسعة والراحة، حتى وإن امتلك كل أسباب القوة المادية.

يقال أنه وقع على الخليفة أبو جعفر عبدالله المنصور ذباب فذبه عنه، فعاد فذبه حتى أضجره وأغضبه، وفي هذه الأثناء دخل عليه جعفر بن محمد، فقال له المنصور: يا أبا عبدالله لم خلق الله الذباب؟
فقال ليذل الجبابرة.

مثال للبطانة الصادقة.

ختاما…

وصل العالم في هذا الزمن إلى القمر والمريخ، وصواريخ عابرات للقارات وغواصات تجوب قاعات البحار والمحيطات، قواعد جوية في اعالي البحار وثورة صناعية وتقنية في مختلف المجالات لم يسبق لها مثيل.

أرسل لهم الله فيروس لا يرى بالعين المجردة، سبحان الله، ركّع الأموال والأقمار الصناعية والقوة الصاروخية والنووية والبترول والغاز والطائرات،!! أُغلقت دور العبادة والجُمع والجماعات،!! وفيات واصابات بالملايين، انهارت الأنظمة الصحية والاجتماعية وحقوق الانسان في كثير من بلدان العالم المتقدم التي تتشدق بالحرية وحفظ الحقوق.

لا فيتو اليوم إلا فيتو كورونا، فخلال مدة بسيطة تبدلت القوانين الاقتصادية والأمنية والثقافية والسياسية والمالية،!! انه فيتو كوفيد! .

انهيارات متتالية لطغيان العلم والسلطة والمال والقوة،

أخيرا …

أمرنا الله ورسوله أن نتوكل عليه وحده، ثم الأخذ بأسباب الوقاية، لكن يجب الإعتقاد بأننا نفر من أقدار الله إلى أقدار الله. وهذا الذي يميز المسلمين عن غيرهم من الشرائع الأخرى.

والتاريخ يُثبت أن الطغاة ينتهون!! ونهايتهم أليمة ، فإذا كان للباطل جولة!! فللحق جولات وصولات.

قال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾

أسأل الله الواحد القهار رب السموات والارض، ذو الجلال والاكرام، ان يرفع عنا هذا الوباء وأن يجنبنا الطغاة المستبدين، وأن ينصر ولي أمرنا السلطان هيثم حفظه الله ورعاه وأن يُريه الحق حقا ويرزقه اتباعه، وان يرزقه البطانة الصالحة ويجنبه البطانة السيئة، يارب العالمين.

ابوخالد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى