المقالات

فصبر جميل،،، وثقوا بحبيب عمان

بقلم:محاد الجنيبي
(@mahadjunaibi)

متأملا في رجالات عمان حينها، جلس السلطان قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه-، وهو يرى عمان وقد أصبحت على يديه نهضة متكاملة بع صدور نظامها الأساسي، ووقف متسائلا: أيهم بعدي أقرب إلى عمان نفعا؟ (ولي العهد).
وكعادته –طيب الله ثراه-كان يشاور، فأستشار الحكمة وهو الذي أوتي إياها، فأبدت الحكمة رأيها، فأخذ به و عزم فتوكل على الله، فجعل الأمر في قرار مكين إلى القدر المعلوم، ثم شاء الله أن ترجع النفس المطمئنة إلى ربها راضية مرضية، ليبعث بعدها الأمر من قراره المكين إلى الملأ، بأن ” نشير بأن يتولى الحكم السيد هيثم بن طارق وذلك لما توسمنا فيه ……الخ”، ليقف يومها الهيثم سلطانا متوجا فأقسم ” وأن أرعى مصالح المواطنين و حرياتهم…..الخ).
ربما كان عرفا، عندما يكون هناك حاكم جديد في محيطنا الخليجي، فإنه يجزل العطايا لشعبه من أول يوم له في السلطة، ولا شك لدينا في ان الهيثم أيده الله يريد أن يغمرنا بكرمه ويريد لنا شعب عمان أن نعيش بعزة وكرامة وأن يلبي مطالبنا وتطلعاتنا، فننعم به أبا وسلطانا، ولكن كيف كان لذلك أن يتأتى، وجلالته أيده الله تسيد الحكم والبلاد تعيش وضعا اقتصاديا حرجا، ثم ازداد الوضع سوءا مع جائحة كورونا، و على الرغم من ذلك نجد أن جلالته أيده الله أعطى ولم يخص بعطائه فئة دون أخرى، فتساوى عنده العمانيون ( عشرة ملايين ريال لصندوق الأمان الوظيفي ، وأخرى لصندوق كورونا، و ملايين عديدة للشأن العام).
إن الوضع الاقتصادي الحرج الذي تعيشه عمان لم يسبق أن عاشته في تاريخها الحديث، ومن أمثلته:
• العجز الجاري 2.6 مليار ريال.
• العجز التراكمي يبلغ ال 20 مليار ريال.
• الدين العام يبلغ 17.8 مليار ريال (61% من اجمالي الناتج المحلي).
• تراجع المركز المالي للسلطنة من الترتيب السادس عالميا إلى المائة والثالث عشر (من أصل 114 دولة)
• انخفاض التصنيف الائتماني للسلطنة عدة درجات وفي كافة مؤسسات التصنيف.
• ارتفاع مستوى التهديد على الأمن الاقتصادي (عالي جدا).
• ارتفاع مستويات تأثير الأمن الاقتصادي على الأمن الوطني العماني.
من هنا كان الطريق أمام مفترقين لا ثالث لها، إما أربعا عجاف، تبحر فيها سفينة الأمة العمانية وتشد فيها الأحزمة وتمتلئ النفوس بالصبر لعل الله يحث بعد ذلك امرا، فتستوي السفينة على قاعدة من الرخاء والرفاه الاقتصادي، وإما أن نستمر على ما نحن عليه فيتفاقم العجز ويرتفع الدين وتنتهك السيادة لاقدر الله، وقد نضطر لبيع أصولنا السيادية مثل (المطارات، الموانئ، محطات الطاقة والشركات الكبرى)، فهل أنتم بذلك راضون؟؟
وفي الختام، نود أن نذكركم ببيعة العرش و وصية حبيب عمان السلطان قابوس –طيب الله ثراه – الذي قال:” ندعوكم جميعا إلى مبايعته على الطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى