اتجاهات

هل بالامكان الشفاء من السكري ؟

بقلم: د.محمد العبري
استشاري جراحات المناظير المتقدمة والسمنة

@mohdsurg

يؤثر مرض السكري على أكثر من 150 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وأكثر من 90٪ من المصابين بهذا المرض يعانون من النوع الثاني المرتبط بالسمنة، وزيادة الوزن ونقص النشاط البدني، وذلك على عكس مرض السكري من النوع الأول الذي يفشل فيه البنكرياس في إنتاج كمية كافية من الأنسولين، ينتج البنكرياس في مرضى السكري من النوع الثاني كمية كافية من الأنسولين ، ولكن لأسباب غير معروفة لا يستطيع الجسم استخدامه. يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى العمى وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي وبتر الأطراف وتلف الأعصاب.

الهدف من العلاج هو تحسين أعراض مرض السكري من خلال تحسين مستويات السكر في الدم وتتمثل في منع المضاعفات طويلة المدى ويقلل التحكم المثالي في نسبة الجلوكوز في الدم من خطر الوفاة والسكتة الدماغية وفشل القلب ومضاعفات أخرى.

إن خط العلاج الأول لمرض السكري من النوع الثاني هو إنقاص الوزن واتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة، ويشمل التخطيط المناسب للوجبات واختيار الأطعمة الصحية وتناول الكمية المناسبة من الطعام. النشاط البدني علاج فعال لمرض السكري ويساعد على حرق السعرات الحرارية الزائدة، وإدارة الوزن وبالتالي يحسن التحكم في كمية الجلوكوز في الدم. عند فشل هذا الحل فقد تكون هناك حاجة إلى الأدوية التي تعمل من خلال تحفيز البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين؛ مما يساعد على عمل الأنسولين بشكل أفضل ويقلل من امتصاص الكربوهيدرات من الأمعاء أو يقلل من إنتاج الجلوكوز في الكبد. ضعف السيطرة على نسبة الجلوكوز في الدم على الرغم من تغييرات نمط الحياة وتناول الأدوية يعني أنه يجب حقن الأنسولين.

حقق العلاج الغذائي والطبي للسمنة المفرطة نجاحًا محدودًا على المدى القصير ونجاحًا غير موجود تقريبا على المدى الطويل؛ لذلك كانت جراحة السمنة علاجًا ناجعا في الحرب ضد السمنة، وتؤدي إلى فقدان وزن أكبر ومستمر مقارنة بالعلاج التقليدي، وإلى تحسين نوعية الحياة والأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وتوقف التنفس أثناء النوم وغيرها الكثير.

تستخدم عمليات السمنة للمرضى المصابين بالسمنة المفرطة وثبتت فعاليتها أيضا في المرضى المصابين بالسمنة من الدرجة الأولى، ولا زالت الأبحاث جارية على المرضى من أصحاب الوزن الزائد.

أظهرت دراسة حديثة أجريت على أكثر من 20000 مريض أن 84 في المائة ممن خضعوا لعملية تحويل مسار المعدة (RYGB) تشافوا من السكري من النوع الثاني، وغالبًا ما يُلاحظ التحسن السريع في نسبة السكر في الدم، وتقليل أدوية السكري أو التخلص منها خلال الفترة التي تلي جراحة علاج البدانة مباشرةً حتى قبل فقدان الوزن بشكل ملحوظ. في حين أن عدد مرضى السكري الذين يحتاجون إلى علاج طبي كأدوية الفم أو الأنسولين يصل إلى ما يقرب من 90 في المائة بمرور الوقت فإن الحاجة إلى العلاجات الدوائية تنخفض إلى أقل من 8 في المائة بين أولئك الذين لديهم تحويل مسار وعادة ما تستمر هذه النتائج لبقية الحياة طالما أن وزن الجسم الطبيعي ثابت.
كما أثبتت بعض الدراسات أن كل انخفاض بنسبة 1 في المائة في HbA1C يؤدي إلى انخفاض نسبي في مضاعفات مرض السكري على المدى الطويل بنسبة 25 إلى 45 في المائة.

لوحظ أيضا ان المرضى الذين يعانون من النوع الخفيف من السكري لمدة تقل عن ثمان سنوات هم الذين يحققون فقدانًا أكبر للوزن بعد الجراحة، وهم أكثر عرضة لتحقيق الشفاء الكامل لمرض السكري. كما أن إنقاص الوزن بعد تحويل المسار لدى مرضى السمنة غير المصابين بالسكري يقلل من احتمالية الإصابة بمرض السكري بنسبة 60 بالمائة.

ختاما مع تزايد مرضى السكري في العالم وزيادة الوزن والسمنة يرادفها ثورة جراحية وتقنيات تبشر بمعادلة الكفة، والتقليل من مضاعفات السمنة والسكري. ومع تزايد وانتشار عمليات السمنة فالعالم لابد من التقيد بالضوابط لمن يقوم بها، ومن هو مؤهل لها للحصول على أفضل النتائج منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى