المقالات

انقذوا الشيخ جراح

بقلم: إبراهيم عطا

هل تعلم يا أخي ان “مستعمرة اسرائيل” الصهيونية المقامة على أرض فلسطين منذ حوالي ٧٣ عاما ما زالت تتشكل حتى هذه اللحظة، وان ما حدث في بدايات القرن الماضي من قتل وتهجير وابادة وتدمير للوصول الى اعلان هذا الكيان الغريب على ارضنا ما زال يحدث حتى الان، وان هذا المشروع الاستعماري الصهيوني ما زال يكبر ويتمدد، بينما عزيمة العرب والمسلمين تتقلص وتتبدد، حتى اصبحنا مغيبين وبعيدين كل البعد عن أهم قضايانا، بالرغم من كل وسائل الاعلام المتحررة و وسائط التكنولوجيا المتوفرة… وهل تعلم يا اخي أن اولادنا واحفادنا سوف يلقون باللوم علينا، وربما يحتقروننا، بسبب ضعفنا وتقاعسنا المتزايدين تجاه ما يقوم به اعداء الامة من سرقة وتهويد لارضنا ومقدساتنا، تماما كما فعلنا نحن من قبل عندما القينا باللوم على ابائنا واجدادنا لعدم تصديهم ومقاومتهم لفلول العصابات اليهودية من “الهاغاناه” و”الشتيرن” وغيرها، الذين ارتكبوا أبشع المجاز والتهجير الجماعي، للوصول الى اعلان دولتهم المشؤومة على أرض فلسطين التاريخية؟…
كيف لنا يا أخي ان نقبل ونسلم لهم بانه امر واقع، وهو ما يحاول فرضه علينا حكام التطبيع والاستسلام، بقولهم ان هذه المستعمرة أصبحت دولة قائمة تعيش معنا وبيننا ولا بد أن نتقبلها ونتعايش معها؟… كيف لنا وهي سرطان ينهش بجسدنا كل يوم ودون توقف، فقد وصلت بالامس دفعة جديدة من يهود الفلاشا من اثيوبيا الى فلسطين، وقبلها وصلت دفعات، وسوف تليها دفعات، ولم نسمع عن أي ضجيج اعلامي عربي او اسلامي، او اي تصريح او تنديد رسمي، كما كان يحدث في الماضي القريب؟..اليس ما نراه الآن يا اخي ونشهد عليه امتدادا للهجرة اليهودية الغير شرعية التي ادت الى كارثة النكبة واحتلال فلسطين؟…
وهل تعلم يا أخي ان هناك اكثر من ٣٣ ألف قرار بالهدم صادر بحق اهلنا في مدينة القدس وضواحيها ويقوم الصهاينة بتنفيذها بالعلن دون توقف، واهمها ما اصبح قاب قوسين او ادنى من التطبيق في حي الشيخ جراح الذي يضم ٣٠ منزلا لعائلات هي اصلا من اللاجئين الذين هجروا من بيوتهم واراضيهم المحتلة عام ٤٨ عبر القتل والإرهاب على ايدي هذه العصابات اليهودية، وان دولة الاحتلال ستقوم بازالة هذا الحي بشكل كامل من أجل توطين اليهود المتطرفين مكان السكان المقدسيين، وهناك ايضا حي البستان الواقع في منطقة سلوان، وهو المشروع الذي تهدف من خلال هدمه الى اقامة حديقة توراتية وذلك لاحكام الطوق على المسجد الاقصى المبارك من الجهة الجنوبية…
فيا اخي، نعيد ونكرر إن ما حدث في الماضي من ظلم واستبداد بحق اهل فلسطين ومقدساتها، وجعلنا نلوم اجدادنا على عدم مواجهته والتصدي له، ما زال يحدث حتى اليوم أمام ناظرنا وعلى مسامعنا وسوف يحدث كل يوم إذا لم نتحرك ضد هذا التهويد الممنهج والتغيير الديموغرافي المبرمج…
فما الذي اصاب أمة محمد يا اخي حتى تسكت عما يحدث في أرض الاسراء والمعراج من قهر واستعباد، ولماذا اختفت مصطلحات كثيرة من قواميسنا وكلمات جميلة من نواميسنا مثل النخوة والفزعة، هذا إذا لم نقل الكرامة والعزة تبخرت ايضا وصارت من الماضي البعيد…
ألف تحية لكل مناضل ومدافع عن فلسطين العربية وعن عاصمتها الابدية ومقدساتها الاسلامية والمسيحية بوجه يد الطغيان الهمجية، وكل التقدير للمقدسيين الصامدين في حي الشيخ جراح وحي البستان و في عموم فلسطين…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى