المقالات

عُمان ومصر.. تاريخ من الروابط الأخوية الوثيقة

بقلم: ياسر الشبيبي

استوقفني تصريح صحفي أدلى به المتحدث الرسمي باسم رئاسة جمهورية مصر العربية عبر حسابه الرسمي في “الفيسبوك” في ختام جلسة المباحثات الرسمية التي تمت مساء أمس الإثنين وجمعت بين حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بأخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة والتي عُقدت بقصر العلم العامر بالعاصمة مسقط؛ حيث أشاد جلالته بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين، وبالجهود المصرية الداعمة للشأن العماني على كافة الأصعدة، فضلاً عن إسهام الجالية المصرية في عملية البناء والتنمية في السلطنة.

ذلك التصريح أعاد إلى مخيلتي ذكريات جميلة عشتها في قاهرة المعتدين والمتآمرين على صرح العروبة ووحدتها؛ فمنذ قرابة ال ١٥ عاما كنت متدربا في صحيفة “أخبار اليوم المصرية” والتي وجدت فيها من الترحيب ما لا يمكن وصفه وتصوره من جانب العاملين فيها؛ حبا وتقديرا للسلطان قابوس ولعُمان و”أهلها الطيبين” كما كنت اسمع منهم.

في تلك الفترة ترددتُ على كوكبة من الصحفيين المخضرمين بين أروقة الصحيفة للتزود من خبراتهم التي صقلوها بسنوات طويلة من الدراسة ومن العمل والانتقال بين المؤسسات الصحفية والإعلامية العريقة داخل أرض الكنانة “مصر” وخارجها.

ومن بين تلك الكوكبة التقيت برئيس تحرير “صحيفة أخبار اليوم” في ذلك الوقت؛ الاستاذ “ممتاز القط” وكان من بين كثير من المصريين الذين عملوا في بداية السبعينات في عدد من الصحف العمانية وساهموا في مرحلة التأسيس للصحافة والإعلام العماني المعاصر.

ولم يكن الأمر مستغربا بالنسبة لي؛ فالأخوة المصريين ساهموا في تأسيس وتطوير مختلف القطاعات الحيوية في السلطنة:التعليمية والصحية والزراعية والاقتصادية وغيرها من مجالات وقطاعات كانت فيها ولا تزال بصمة مصرية خلدت لهم دورهم الذي لا ينساه العماني الأصيل؛ وعليه فقد جاء تصريح جلالته تأكيدا على ما تقدم من علاقة أخوية وإشادة سلطانية بالدور المصري.

في المقابل؛ فإن للسلطنة مواقف مشرفة نعتز بها كعمانيين؛ وأنقل هنا حرفيا ما ورد في صحيفتي “بوابة الوفد” و”الوطن” المصريتين بأن السلطان قابوس -طيب الله ثراه- وعلى إثر اندلاع حرب أكتوبر في عام 1973م أصدر مرسومًا بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر مع إرسال بعثتين طبيتين لتقديم الدعم الطبي للأخوة المصريين.
ولكن الحدث الأبرز كما تصف الصحيفتان كان في أعقاب زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للقدس عام 1977م وما نتج عنها من توقيع معاهدة كامب ديفيد، حيث كانت هناك مقاطعة عربية شاملة لمصر، ولكن السلطنة احتفظت بعلاقاتها الطيبة مع الشقيقة الكبرى مصر.

واليوم نشرف جميعا باستقبال فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبمعيته عدد من الوزراء والمسؤولين للتباحث مع الجانب العماني؛ في جو مليء بالود والاحترام المتبادل؛ وانطلاقا من سياسة عمانية أصبحت دستورا يحتذى به؛ من أن السلطنة كانت وستبقى صديقة للجميع؛ وأنها جزء لا يتجزأ من عالمها العربي والاسلامي والدولي؛ واستنادا على المصلحة المتبادلة بين الدول بما يحقق الرخاء والأمن والاستقرار لجميع شعوب العالم.

حفظ الله عمان؛ أرضا وشعبا وقائدا…. والسلام ختام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى