المقالات

ولا تنسو الفضل بينكم

بقلم : نورة الجساسي

عديدة هي المواقف التي نعيشها، وكثيرة هي الأحاسيس التي نستشعرها ، للزمان والمكان والإنسان.
تهجرنا الأمكنة ونهجرها، وتباعد بيننا الأزمنة،ويبقى تفاعل الإنسان صعب على النسيان.
فضائل ونقائض تجمعنا بمن حولنا .
فالبعض يترك لنا من الحب بصمات
بينما الآخر يترك من القسوة علامات
وفي جوف القلب أزمات .
وفي كلا الحالين تتفرق بين الطرفين السبل .
فجميلون هم من يرحلون بهدوء دون ضجة ودون ألم .
إن عشنا سوياً فهي حياة ود وإحسان ، وإن تعذر علينا ذلك بسبب أو لآخر فتفريق بإحسان .
ذكر لنا القرآن الخطوط العريضة لعلاقتنا بالآخر وفصل بوضوح كيف ينبغي التعامل في كل الحالات .

منها على سبيل المثال تعذر المعايشة والعشرة بين الزوجين
فلا ود ولا رحمة تجمعهم. هنا يأتي التفريق بالإحسان.
وبعدها بين الله سبحانه وتعالى أن الحقوق بين الطرفين يجب أن تحسم ويأخذ كل ذي حق حقه.
وبعد هذا كله ينبغي عدم نسيان الفضل الذي كان بينهم فلابد من وجود جوانب مشرقة في الفترة التي عاشوها مع بعضهم ولابد من وجود الفضائل في المعاملات التي تمت.

وقد ذكر القرآن الكريم في سورة” البقرة ” وعند سياق آيات الطلاق في السورة يقول الله تبارك وتعالى: (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
والمعنى: أن الله تعالى يأمر من جمعتهم علاقة من أقدس العلاقات الإنسانية ـ وهي علاقة الزواج ـ أن لا ينسوا ـ في غمرة التأثر بهذا الفراق والانفصال ـ ما بينهم من سابق العشرة، والمودة والرحمة، والمعاملة بالمعروف.

ونقيس على ذلك مختلف العلاقات والمصالح التي تربط الناس بعضهم ببعض. فالخلافات والاختلافات واردة ولكن يظل ذكرى العشرة بالمعروف والذكريات الجميلة التي عاشوها معا في أي حساب قادم بينهم .
وهنا أورد ختاما بيتا للشافعي يقول فيه:
وَإِذَا الصَّدِيْقُ أَسَى عَلَيْكَ بِجَهْلِهِ
فَاصْفَح لأَجْلِ الوُدِّ لَيْسَ لأَجْلِهِ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى