المقالات

ازمه العلاقات التركيه الأمريكيه المتصاعده

بقلم:لارا ابراهيم

عند التمعن في العلاقات الأمريكية التركية نلاحظ مدى أهمية الدولة الأخيرة بالنسبة للدور الشرق أوسطي الذي تلعبه بلاد العم سام. يعود ذلك لأسباب أهمها أن وريثة الدولة العثمانية تقدم نموذج الاسلام السياسي المعتدل في المنطقة و تلجأ في مناسبات عديدة الى استخدام الدبلوماسية الانسانية علاوة على أنها تصنف في المركز السابع عشر في الاقتصاد الدولي. مما يأهل تركيا الى لعب دور الشريك المناسب الذي من الممكن الاعتماد عليه الى حد كبير من قبل الغرب في سبيل بلوغ بعض الأهداف المنشودة.

كما يبدو أنه كلما لعبت تركيا أدوارا محورية أكثر في ملفات الشرق الأسط كلما ارتفعت أسهمها لدى الحليف الأمريكي.

الا أن العلاقات السياسية بين واشنطن و أنقرة تتأرجح بين الحرارة و البرودة و قد بدأت في التقهقر في الفترة الأخيرة رغم أن معظم دول المنطقة لم تكن تشعر بالسعادة تجاه سياسات أوباما الممارسة في الشرق الأوسط. الا أن صعود ترامب الى أعلى قمة هرم السلطة شكل صدمة للعديد من حلفاء الدولة العظمى و منهم تركيا التي باتت تعاني حالة من القلق و الضبابية حيال العلاقات الأمريكية التركية التي لا تبشر بالخير.
كما جاءت رياح زيارة الرئيس أردوغان الى واشنطن للقاء الرئيس الحالي ترامب على غير ما تشتهيه السفن التركية. حيث أن الرئيس التركي قد فشل في تحقيق مراده المتمثل في الغاء صفقة الأسلحة الأمريكية الى القوات السورية الديموقراطية الكردية اضافة الى قيام الجيش التركي بتحرير مدينة الرقة بالتعاون مع القوات الأمريكية.
هذه الزيارة التي كان من المفترض لها أن تتمخض عن توافق أوسع بين البلدين و عن تعاون أكبر على الصعيدين السياسي و الاقتصادي أدت الى تأزيم العلاقات أكثر فأكثر. يعود ذلك لسبب أن ترامب يرى الأكراد كحلفاء استراتيجيين أيضا يجب العمل على استرضائهم خصيصا في كل من سوريا و العراق. في حين يرى أردوغان في الأكراد ألد أعدائه.
كما جاءت المماطلة في مسألة تسليم الداعية فتح الله غولن مخيبة لأمال الرئيس أردوغان مما ينم عن الصدام و التوتر المتصاعد في العلاقات السياسية.
وعلى ضوء هذه المستجدات فإن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا ما يزال غامضا فقد يتراجع ترامب على الاعتماد الكبير على الشريك الأمريكي. حيث أن غموض نوايا السياسة الخارجية التركية لا يطمأن كثيرا. أما اليوم فتقف العلاقات الثنائية أمام مطبات و تحديات عديدة لن يكون التغلب عليها مهمة سهلة أبدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى