المقالات

أخبار محزنة

بقلم : مسلم بن أحمد العوائد

أخبار حزينة أبكت العيون وأوجعت الضمائر الحية في الوطن، بل وفي العالم كله، بوفاة عائلة كاملة؛ الأب والأم و جنينها وأبناؤهم، – تاريخ ١٩ نوفمبر ٢٠٢٥م – مأساة هزّت مجتمعنا الأصيل، لا شك أن العالم يشهد يوميا حالات وفاة تُذاع في القنوات الإخبارية، وخاصة في غزة العز والصمود، فالموت واحد وإن تعددت أسبابه. لكن حادثة العامرات فاجعة بكل ما تعنيه الكلمة، نسأل الله أن يرحمهم رحمة واسعة، وأن يلهم أهلهم وذويهم والمجتمع العماني الوفي الصبر والسلوان.

هذا قبل…
أما بعد…

الخبر الحزين الآخر الذي هزّ قلوب الفقراء واليتامى والمحتاجين، وهز نفوس العاملين في الفرق والجمعيات الخيرية، وفي المستشفيات وبيوت الله و المدارس بناء وصيانة وتبريد، هو وفاة الشيخ سهيل بهوان رحمه الله – ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥م – . الرجل الذي فتح الله عليه من واسع فضله، وفتح عليه أن يكون بابا للخير، وسندا للفقراء والضعفاء، ومعينا حتى للوحدات الرسمية. أسرة بهوان عُرفت بأنها راعية وسابقة للعمل الخيري ، تعطي بلا من ولا رياء، ومثال من الصعب أن يتكرر، مع أن في البلد من هو أغنى منهم. ولكن الله – ولا نزكي على الله أحدا – أكرمهم بمحبة الناس، وخاصة الفقراء واليتامى.

أخيرا…

قضية العامرات، بعيدا عن التكهنات والتفاصيل، ستظل راسخة في وجدان المجتمع والأجيال، فلم تبق عين إلا بكت ولا قلوب واكباد الا احترقت ، من مشهد طوابير الجنائز المتتابعة. مات الفقراء المحرومين، ومات من كان يعطي الفقراء والأغنياء. لكن الخير – بإذن الله – سيبقى مستمرا في الخلف، وستبقى الصدقات والاعمال الخيريه الجارية شاهدة على أثرهم الطيب.

ختاما…
قال رسول الله ﷺ:
“هَلْ تُنْصَرونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ؟ بِدَعْوَتِهِمْ وإِخلاصِهِم”. رسالة نبوية شريفة تذكرنا بأن المؤشرات والتقارير والمؤشرات العالمية لا تنصر بها الدول، ولا تقوم بها الحضارات، وإنما بدعاء الضعفاء، وبركة الفقراء، وإخلاص الصادقين.
يُروى عن بعض أهل الفضل انهم قالوا: “إن الله يسأل العبد عن أثره قبل قوله، وعن عمله قبل خطابه، وعن رعايته لمن حوله قبل ادعائه الإصلاح.”
وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لو أن بغلة تعثرت في العراق لسألني الله عنها لِمَ لم تُصلح لها الطريق؟”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى