المقالات

الإستثمار في الفشل

بقلم : مسلم بن احمد العوائد

تُركز الخطط والاستراتيجيات الفردية منها والأممية، وكذلك خطط الشركات الدولية والمحلية، جهودها في استثمار العقول والخبرات والمهارات الفنية والتقنية والاجتماعية والأمنية، من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية واجتماعية وغيرها من المكاسب.
لكن، هل يمكن أن يكون هناك من يستثمر في الفشل؟! والفشل يعني الخسارة والهزيمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى!.

هذا قبل…
أما بعد…
من صور الاستثمار في الفشل؛
الكذب من اجل تحقيق اهداف معينة، فالكذب يهدي إلى الفجور بكل ما يعنيه من سوء وانحراف على مختلف المستويات، وينتهي بالفشل الذريع.
وكذلك الكِبر والتعالي بالمنصب أو المال، فذلك يسقط من قلوب الناس وعقولهم قبل ان يسقط من مكانته الرسمية أو وجاهته المالية.
ومن صوره أيضا؛ إذكاء الحروب الطائفية والإقليمية، التي تنتهي بتفكيك وتخريب كل من استثمر فيه.
ومنها كذلك أن تستثمر ثقتك وعقلك ومالك فيمن لا يُؤتمن، أو أن تدفع لحمايتك من يخونك؛ فذلك بعض من صور الاستثمار في الفشل، وهكذا دواليك…

اخيرا…
من اخطر صور الاستثمار في الفشل أن تُرصد الموازنات الكبيرة، وتُحدد الأهداف الاستراتيجية بكل عناصرها، وتُبثّ في مختلف الوسائل بما تحمله من نشوة وفرحة ووعود نجاح، ثم يُختار لتنفيذها والقيام عليها من يجيدون اللعب بالكلمات، وفي الواقع لا يمتلكون المهارات الفكرية و القيادية حتى لقراءة تلك الاستراتيجيات والخطط الاستثمارية.

ختاما…
من صور الاستثمار في الفشل ؛
أن يُسمح بل ويُدفع نحو استجلاب الحفلات والرقصات والشيلات وغيرها من الفعاليات الليلية التي تخالف الأعراف والتقاليد السائدة في المجتمع، بل قد تصل إلى درجة التحريم شرعا.
وفي المقابل، يُعطَّل دور محاضن التربية، وخاصة المساجد، ويمنع الأئمة من إلقاء الدروس والمحاضرات إلا بتصريح، مع أنهم وظفوا أصلا لأجل الإمامة وتوجيه المجتمع في الالتزام بطاعة الله ورسوله ثم طاعة ولي الامر واحترام القانون، و التحذير من الظواهر الدخيلة على المجتمع.
ومن الدروس التاريخية أن الحضارات التي بادت ولا سيما الإسلامية ، كانت في الحقيقة تستثمر في الفشل اعلاه.

والواقع أن لسان حال “الاستثمار في الفشل” قد عبّر عنه أحد رجالات بني حنيفة حين قال لمسيلمة الكذاب:
“إني لأعلم أنك كاذب، ولكن كذّابُ ربيعة أحبُّ إلينا من صادق مُضر!”.

استثمر ذلك الرجل الفشل في التعصّب الأعمى للكذاب من قبيلته ربيعة ( مسيلمة الكذاب) ، على حساب الحق الذي جاء به رسول الله ﷺ من مضر.

فماذا كانت نتيجة هذا التعصّب؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى