الدكتورة نادية العجمية : نجدد الولاء ونثمن الدعم السامي للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد

وهج الخليج – خاص
مناسبة الاحتفال بالعيد الوطني المجيد لسلطنة عُمان، يشرفني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه، وإلى الشعب العُماني الكريم، سائـلةً الله تعالى أن يديم على وطننا الغالي الأمن والازدهار، وأن يوفق أبناءه وبناته لخدمة مسيرته المباركة.
إن العيد الوطني مناسبة نجدد فيها الاعتزاز بما تحقق على هذه الأرض الطيبة من نهضة متجددة ورؤية مستقبلية واعدة، تقوم على تمكين الإنسان العُماني وتوفير سُبل التطور والعيش الكريم لكافة أفراد المجتمع دون استثناء. وقد شكلت السياسات الوطنية الاجتماعية والإنسانية ركيزة أساسية في مسيرة التنمية، من بينها الاهتمام الكبير الذي أولته الدولة للأشخاص ذوي الإعاقة، بما يعزز مشاركتهم الفاعلة ويضمن لهم حياة كريمة ومستقلة.
ولقد أولت سلطنة عُمان اهتمامًا بالغًا بتعزيز جودة الحياة لجميع أفراد المجتمع، وفي مقدمتهم الأفراد ذوو اضطراب طيف التوحد. و انعكس هذا الاهتمام جليًا من خلال المراسيم والتوجيهات السلطانية التي أرست نهجًا واضحًا لتطوير الخدمات، ومن أبرزها:
1. الأمر السامي الصادر بتاريخ 2 أبريل 2025
الذي تفضل به صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله – باعتماد سبعة ملايين ريال عُماني لإنشاء مركز اضطراب طيف التوحد للرعاية والتأهيل بمحافظة مسقط تحت مظلة المركز الوطني للتوحد، مع التوجيه بدراسة الاحتياجات في مختلف المحافظات ووضع خطط لإنشاء مراكز مماثلة وفق عدد الحالات ومتطلبات كل مجتمع محلي.
وهو أمر سامٍ يعكس رؤية جلالته نحو تعزيز جودة الحياة للأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد وتوفير خدمات متخصصة ومتقدمة تُلبي احتياجاتهم واحتياجات أسرهم.
2. المرسوم السلطاني رقم 92/2025
القاضي بإصدار قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والذي يمثل نقلة نوعية في تنظيم الحقوق والخدمات والامتيازات والالتزامات المؤسسية تجاه الاشخاص ذوي الاعاقة، ويؤسس لإطار تشريعي حديث يضمن المساواة، والحماية، والدمج، وتطوير الخدمات التأهيلية والتعليمية والصحية والاجتماعية.
إن هذه التوجيهات والمراسيم السامية تؤكد بجلاء اهتمام القيادة الحكيمة ببناء مجتمع شامل يتيح الفرص للجميع، ويضمن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وتقديم الخدمات التي ترتقي بجودة حياتهم. ونحن في المركز الوطني للتوحد نعتز بأن نكون جزءًا من هذه المسيرة المباركة من خلال الارتقاء ببرامج التشخيص والتأهيل المبنية على الأدلة، وتطوير الكفاءات الوطنية، وتعزيز الشراكات الوطنية والدولية، وتوفير بيئة آمنة وداعمة تُسهم في تمكين الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد.
إن مسيرة النهضة المتجددة التي يقودها جلالة السلطان المعظم – حفظه الله – تحفزنا على مواصلة العمل بإخلاص واحترافية، وتعزيز الابتكار في تقديم الخدمات، بما يسهم في تحقيق رؤية عُمان الطموحة، وبناء مستقبل أكثر شمولاً وعدالة لكل أبناء الوطن.
وفي الختام، نسأل الله أن يحفظ سلطنة عُمان وقيادتها الرشيدة، وأن يديم على شعبها الوفي نعمة الأمن والاستقرار، وأن يوفقنا جميعًا لخدمة هذا الوطن العزيز.
وكل عام وعُماننا الغالية بألف خير




