أبورغال

بقلم : مسلم بن احمد العوائد
ارتبط اسم أبورغال في التراث العربي والإسلامي بالخيانة، فقد كان دليل أبرهة الحبشي في حملته لهدم الكعبة المشرّفة. ويُقال إنه مات قبل أن يصل إلى مكة، فكانت العرب تمرّ على قبره وترجمه بالحجارة، تعبيرا عن بغضهم للخيانة والخائن.
أما أبرهة وجيشه ومن سار معه من الخونة، فقد أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارةٍ من سجيل.
عبرة لمن يعتبر!!!.
في المقابل رفض بعض العرب التعاون مع جيش أبرهة، لأن الكعبة كانت – وما زالت – رمزا مقدسًا، وايضا بدافع النخوة، والمروءة، والأنفة، والشجاعة، وسائر الصفات الحميدة التي اتصف بها العرب.
هذا قبل…
اما بعد…
يقال ان متابعي ابي رغال، لهم اليوم حضور ونفوذ في مختلف بقاع العالم، بعد ان اتبعوا طرق واساليب حديثة وخبيثة؛ كالفساد، والإهمال في التربية والتعليم، وإغلاق الأبواب أمام المراجعين والمحتاجين، ونهب المال العام، والتحريض على الحكومات، وبث الفتنة المذهبية والمناطقية، وتجاهل الوجاهات، والخصوصية الثقافية، والأعراف الطيبة، وتقريب البطانات الفاسدة، وإبعاد الأمناء والمخلصين.
أخيرًا…
اعظم خيانة، خيانة الدين والعلم والوطن، فكل موظف لا يفي بقسم الوظيفة، يعد من أتباع أبورغال، وكذلك من يمنع الدروس العلمية، و يضيق على المصلحين عن أداء دورهم الشرعي والوطني، يُحسب من اتباع أبورغال. ومن يتلاعب بالأسعار، و يحتكر البضائع، ويستغل حاجة الناس لمصلحته، فهو على نهج ابورغال.
ختاما…
حين يُستبعد الأحرار الأمناء، من أمثال ذي نفر، ونُفَيل الخثعمي، وسيد قريش عبد المطلب، الذين رفضوا التعاون مع أبرهة، بل وقفوا في وجهه رغم جبروته وقوة جيشه، ويُستبدَل بهم أتباع أبي رغال، والعلقمي، فاعلم أن الخطر قد تسلل إلى المفاصل، عبر الفساد، والفقر، والقهر، والظلم. تبدأ حينها الفتن، ويتفكك المجتمع ويضعف حتى الانهيار.
قال النبي ﷺ: “من خان من ائتمنه فأنا خصمه يوم القيامة”.




