المقالات

دلالات زيارة السلطان لألمانيا الاتحادية

بقلم: ياسر الشبيبي

يحل جلالة السلطان هيثم بن طارق –حفظه الله ورعاه- ضيفا على جمهورية ألمانيا الاتحادية في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، بهدف تعزيز مجالات التعاون بين البلدين وتقوية العلاقات الدبلوماسية على أعلى المستويات، والتي بدأت رسميا في عام 1972؛ إلى جانب بحث المواضيع الراهنة التي تهم الجانبين على الساحتين الإقليمية والدولية.

سياسيا؛ فإن للزيارة رمزية لا يمكن أن تكون مصادفة؛ ففخامة الرئيس الدكتور “فرانك فالتر شتاينماير” رئيـس جمهورية ألمانيا الاتحادية، يحسب له موقفه من القضية الفلسطينية حيث يؤيد فخامته حل الدولتين ويدعو إلى وضع حد للاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة، فهو الذي رحب بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2334 معتبرا المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة عقبة في طريق السلام.

ومن الناحية الاقتصادية تأتي زيارة جلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- للجمهورية الألمانية ذات المكانة الاقتصادية والصناعية على المستويين الإقليمي والدولي تأكيدا على الأهمية التي توليها الحكومة العمانية وعلى رأسها جلاله السلطان للمضي قدما نحو تحقيق رؤية عمان 2040 وما تتضمنه من خطط ومبادرات طموحة لبناء الأسس المتينة لمختلف القطاعات والصناعات؛ وتزامنا مع التطورات المستمرة على ساحة الاقتصاد العماني وما تشهده المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة من إنشاء مشاريع اقتصادية وصناعية طموحة يراد لها -بعون الله تعالى- أن تعزز الاقتصاد العماني وتقلل من الاعتماد على النفط.

وإن كان حجم التبادل التجاري بين السلطنة وجمهورية ألمانيا الاتحادية يصب في صالح ألمانيا بحوالي 173 مليون ريال عماني تشمل استيراد: المعدات الكهربائية والطائرات ومعدات النقل والمركبات، والمنتجات الصناعية وغيرها؛ في مقابل حوالي 28 مليون ريال عماني تشمل: تصدير المعدات الكهربائية ومعدات النقل والمعادن والمطاط ومصنوعاتهما؛ إلا أن المراد من هذه الزيارة إحداث تغير ملموس في حجم التبادل التجاري بين البلدين من خلال تهيئة السوق الألمانية للمنتجات العمانية، وفي الجانب الآخر؛ جلب الاستثمارات الألمانية لإقامة مشاريعها في المناطق الصناعية والاقتصادية في السلطنة وخاصة تلك المتخصصة في تقنيات المعلومات والاتصال والطاقة البديلة وغيرها من الصناعات التي تتميز بها ألمانيا.

وبعيدا عن المصالح المشتركة للدولتين فإن هذه الزيارة تعكس توجه السلطنة في مد جسور الصداقة والسلام مع جميع دول العالم من خلال بناء علاقات دبلوماسية راسخة تقوم على مبدأ احترام الطرف الآخر وعدم التدخل في شؤون الدول أو المساس بوحدتها واستقرارها.

حفظ الله عمان، أرضا وشعبا وقائدا، ودمتم سالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى