عمانيات

فريق طلابي يبتكر محلولاً زراعيًا لمعالجة مشكلة تملح التربة

وهج الخليج – نوف الحراصية

تعد ملوحة التربة من أهم المشاكل التي يعاني منها قطاعي الزراعة والبيئة في جميع أنحاء العالم، وتشير البيانات إلى أن تملح التربة يستهلك ما يصل إلى مليون ونصف هكتار من الأراضي الزراعية المنتجة سنويًا، وتقدر الخسارة السنوية في الإنتاجية الزراعية بسبب التملح ما يصل إلى 31 مليون دولار أمريكي، كما تشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 833 مليون هكتار من التربة المتأثرة بالملوحة (أي 8.7% من مساحة الأرض).

من هنا انبثقت فكرة شركة ثراء الطلابية من جامعة السلطان قابوس مهتمة بالأبحاث الزراعية، وتسعى إلى إعادة النشاط الزراعي في المزارع المهجورة بسـبب تملح التربة وعدم قدرة المزارعين على استصلاحها نظرًا لارتفاع تكاليف المعالجة، وذلك من خلال اختيار أصناف معينة من البذور التي لا تنمو في التربة المالحة ثم تتم معالجتها معالجات خاصة باستعمال التقانة الحديثة والاستفادة من خصائص البكتيريا لإنتاج بذور قادرة على مقاومة التملح.

وحول فكرة المنتج، أوضح محمد بن زاهر الحامدي مدير الموارد البشرية بشركة ثراء الطلابية لـ “وهج الخليج” أن مشكلة تملح التربة تجذرت في أنحاء مختلفة من السلطنة والعديد من دول العالم فابتكر أعضاء الشركة أول محلول يساعد في استغلال الأراضي المتملحة غير الصالحة للزراعة دون اللجوء إلى استخدام بديل كيميائي، مشيرًا إلى أن التركيبة الأولى للمنتج تحتوي على بكتيريا نافعة وصديقة للبيئة من التربة العمانية ويعمل أعضاء الشركة بجهد حتى تكون الاختيار الأول للمزارعين.

وقال الحامدي “أن من أهم التحديات التي واجهها الفريق في بداية مشواره ومشاركته في مسابقة إنجاز عمان أن المختبرات لم تكن متاحة بشكل كلي بسبب إغلاقات كورونا في تلك الفترة وكثرة المستخدمين للمختبر حيث إن التجارب يجب أن تجرى بشكل دقيق في الوقت المطلوب وغالبًا ما يكون الجهاز المراد استخدامه مشغول مما يعيق مواصلة التجربة، وبعد انتهاء مسابقة إنجاز عمان لم نجد مختبر يمكن العمل فيه حتى الآن لمواصلة التجارب وإنتاج كمية كافية من البذور المعالجة للاختبارات الحقلية في المزارع المتضررة من الملوحة”.

وبيَّن أنه تم التسويق للمنتج عن طريق المشاركة في المسابقات والفعاليات المتعلقة بهذا المجال في داخل الجامعة أو خارجها، مثل ملتقى الهندسة الكيميائية السادس عشر، وأسبوع الابتكار في مركز بوليفارد العريمي، وكذلك المشاركة في المنتدى العالمي الرابع لرواد الأعمال الشباب في جامعة الشرقية وأخيرًا المشاركة في ملتقى رواد الأعمال الشباب الآسيوي في دبي، كما تم التسويق للمنتج عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأشار الحامدي إلى أن فكرة المنتج حظيت بإعجاب الكثير من المهتمين والعاملين في المجال الزراعي وهناك إقبال من بعض الجهات للحصول على المنتج، مؤكدًا أن فريق التطوير على استعداد للعمل على تجارب مضاعفة للتأكد من فاعلية المنتج والمحافظة على جودة الإنتاج.

وفيما يتعلق بخطة الشركة المستقبلية، قال الحامدي تسعى الشركة للتركيز على المشاكل الزراعية الأخرى وعدم حصر منتجاتها لحل مشكلة التملح فقط، بل توسيع النطاق لتكون المنتجات والمحاليل التي سوف تنتجها حلولًا لمشاكل زراعية أخرى، لافتًا إلى أن الشركة تمتلك خططًا لتوسيع مجال اهتمامها لجعلها مرجع أساسي في معالجة أهم المشاكل الزراعية التي تعاني منها المنطقة بشكل عام والسلطنة بشكل خاص.

واختتم الحامدي حديثه قائلاً: أن للشركة إنجازات سابقة في المجال الريادي والزراعي بدءًا بالفوز بأفضل منتج مبتكر في مسابقة الشركة ٢٠٢١ المنظمة من قبل إنجاز عمان وكانت من أفضل ٣ شركات لنفس العام، كما وقعت الشركة اتفاقية تعاون بحثي مع جمعية المزارعين وكان ختامها بالحصول على جائزة أفضل محلول زراعي في مسابقة جائزة العريمي بوليفارد لدعم الابتكار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى