اتجاهات

عطاؤنا حياة

بقلم: سارة سعود السرحنية

يُعد العمل التطوعي مُرتكز أساسي تقوم به الحضارات والمجتمعات، فقد أولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- اهتماماً بالغاً بالعمل التطوعي؛ حيث تحتفل السلطنة في الخامس من ديسمبر من كل عام بيوم التطوع العماني تقديرا للجهود المبذولة وتعزيزا للعمل التطوعي ومساهمة في نشر هذه الثقافة لدى كافة شرائح المجتمع، في هذا اليوم يتجدد لدى كل مواطن ومقيم ضرورة العطاء والبذل بدون مقابل لنهذب نفوسنا ونصفي سرائرنا ونحقق التكافل الاجتماعي الذي يضمن تحسين الظروف المعيشية والحياتية لأفراد المجتمع.
يترعرع الطفل العماني منذ النشئة الأولى على حب العمل الخيري التطوعي فالأسرة من واجبها غرس هذه الخصلة النبيلة، كما وتساهم المؤسسات التعليمية من خلال الدروس والمناهج التي تجسد وتضرب أروع الأمثلة في ذلك، فينشى الطفل على الخير والعمل المعطاء.
كما وإن الإنسان مفطور على مساعدة الأخرين وأن يد واحدة لا تصفق ولا يدخل المرء الجنة بدون الناس فالخير الذي أدخله الجنة قُدم لغيره من البشر والدعاء الذي أنجاه دعا به شخص أخر له وإن خير مثال على تربية المربي هي ما تجسد من ملحمة تنظر لها عين البشرية في العالم بالغبطة في اعصار شاهين بالسلطنة فلم تنم عين لعمان من أقصاها لأدناها حتى هنئت الأعين واطمأنت الأفئدة ، العجيب بالأمر أنه لم يكن مستثنى في الأزمة فكل من حمل قطرة من دماء العمانيين كان موجودا على ساحة التطوع وافقرهم مالا كان يجود بوقته وقوته للمتضررين، لتخرج عمان بلوحة فنية تلونها ألوان التطوع والإحسان بأبها حلتها للعالم ليأخذ درسا في التطوع لا يدرس بأي مكان ولا بأي ثمن، فقد ساهمت كافة الجمعيات الخيرية في كل ولايات السلطنة في هذا الحدث العظيم، علاوة على مساهمة الأفراد من ذوي الكفاءات كل في مجال عمله لإصلاح الأعطال الفنية والميكانيكية في المركبات والأجهزة الكهربائية، ولا ننسى أولئك الذين دأبوا لمعالجة الأنفس من كافة الفئات والأعمار بعد ما شهدوا أهوال الاعصار وما ترتب عليه من فقدان أعز الناس اليهم والتخفيف عن الأطفال ومواساتهم بقدر المستطاع.
ولم يقتصر العماني عمله ومجهوده التطوعي داخل وطنه بل أرتحل خيره ومد يده السخية لإخوانه في كافة الدول الشقيقة -وعلى سبيل المثال لا الحصر- يتجلى ذلك في المساعدات لإخواننا في فلسطين الغالية حيث ضرب العماني خير مثال للعمل الخيري هناك فما عُرف العماني إلا بعمله وإحسانه.
ونؤكد إن بناء الوطن لا يكتمل إلا بالعمل التطوعي والبذل النابع من قلوب أبناءه، كما وجب على كل مواطن أن يتفقد أحوال أفراد مجتمعه ويسعى لخدمة غيره حسب الإمكانيات المتاحة وأن يعزز المجتمع دور الجمعيات الخيرية والعمل التي تقوم به، فلا وطن بدون عطاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى