المقالات

الإصلاحات المنسية و وأد الفساد

بقلم:د. محاد الجنيبي
(@mahadjunaibi)
مركز المياه الهادئة للدراسات الاستراتيجية والقانونية

لقد شاء المولى عز وجل أن أكون في الولايات المتحدة في دورة قصيرة، كان صباحا جميلا و درجة الحرارة لا تتعدى عشر درجات فوق الصفر، عندما أقبل علينا البروفيسور وايت الذي خدم في مشاة البحرية إلى أن وصل إلى رتبة عقيد، وبعدها أصبح محاضرا في عدة جامعات أمريكية، و كان عنوان محاضرته ( الإصلاحات المنسية)، و في هذه المحاضرة استعرض البروفيسور وايت الإصلاحات التي تتخذها الإدارة الجديدة، و هي إصلاحات جذرية و لها منافع غير مباشرة لا يشعر بها المواطن الأمريكي و ينساها الإعلام، وكل ما يتذكره المواطن الأمريكي هو ثلاثة أشياء (سعر الوقود و معدلات البطالة و الضرائب)، أما العدالة الاجتماعية و حماية حقوق الإنسان و إصلاح القضاء و محاربة الفساد و غيرها، فهي إصلاحات منسية لأنها خارجة عن الشعور المباشر للمواطن العادي.
خرجت من المحاضرة و كل ما يدور في عقلي ماهي الإصلاحات المنسية و كيف لنا أن ننسى هذه الإصلاحات، و هي مهمة لصلاح الأمة على المستوى المتوسط و البعيد، و بإسقاط الإصلاحات المنسية والفوائد المخفية على الوضع العماني في العهد الجديد نجد أننا حقا نسينا أو تناسينا أو غفلنا أو تغافلنا عن إصلاحات هائلة تمت في هذا العهد الميمون، و لكنها بعيدة عن أحاديث المقاهي و الحانات و المجالس و الرمسات، و في هذا المقام سوف أذكر القليل من هذه المنافع التي لا يشعر بها الكثير من المواطنين و لا يتطرق لها الإعلام الرسمي و البديل وأهمها:
١. العدالة في التوظيف و شبة إنعدام الواسطة و المحسوبية.
٢. وقف النزيف المالي الغير مبرر.
٣. استقطاع مبالغ العلاوات الخرافية لبعض الفئات التي تصل بعضها للألاف.
٤. تجريد الكثير من ذوي النفوذ من صلاحياتهم المالية وضبط الإنفاق إلا ما يخدم الصالح العام.
٥. تحقيق العدالة ومنع التدخل في إجراءات السلطة القضائية وتشديد الرقابة عليها.
٦. تحقيق العدالة الاجتماعية و المساواة بين ابن الوزير و الغفير.
٧. تخفيض ميزات الكبار ورفع ميزات الصغار.
٨. وقف التلاعب بالأراضي الحكومية، وسحب المئات من أراضي الإنتفاع.
٩. استقرار الحكم في تولية ولي العهد.
إن الميزات الغير محسوسة و الغير مرئية التي لا يشعر بها المواطن العادي كثيرة و متعددة لا يمكن إظهارها أو تسويقها لأسباب سياسية أو أسباب اجتماعية أو اعلامية، ولكننا نعيش فترة الإصلاح و علاج الأمراض على الرغم من أن العلاج قد يكون مؤلما و مرا في كثير من الأحيان.
لقد قال أحد الفاسدين ساخطا “انتهى زمن التربح من هذه البلاد “، وها نحن نعيش المستقبل الذي لا يستطيع الفاسد فيه التحرك والنهب بحرية ودون رقابة تذكر، وختاما رسالتي إلى الأمة العمانية أن اصبروا على ألم العلاج حتى تنعموا بالصحة والعافية في المستقبل القريب وثقوا بسلطاننا الحكيم والشهاب الذي يشد عضد أخيه في إصلاح ما أفسده الخونة والفاسدين والمنتفعين، قاتلهم الله.
حفظ الله عمان وشعبها الأصيل المتوكل على الله الواثق بإمامه المصلح العادل المحتسب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى