عمانيات

“ذاكرة الرماد” عن دار لبان للنشر

وهج الخليج-مسقط

قدّمت دار لبان للنشر إصدارها السبعين في سنتها الأولى، حيث صدر للشاعر علي العايل الكثيري ديوانه الجديد “ذاكرة الرماد” يضمّ مجموعة من قصائده التي تعزف على وتر أوجاع الذات البشرية وثقل ذاكراتها المتخمة بالمآسي.
ويشير الأستاذ حمود بن سالم السيابي في مقدمته للديوان أنه “كان واضحا منذ القصيدة الأولى “براءة الطفولة” في تحديده للرماد الذي هو بصدد استنطاق ذاكرته إن لن يكون رماد الأرض المحروقة كنتاج لجور الإنسان على الإنسان، بل رماد المساحات التي تحركت فيها المشاعر ليسرد ذكرياته في حصاد الحقل والبيدر ولنعرف الرهانات على الأحصنة بين الأرباح والخسائر”.
ويرى السيابي أن قصائد العايل، تتميز بحيادية الطرح والخطاب بوسطية المعاني في اعتماده على المشتركات في اللغة المحكية، إذ بمقدور أي فنان أن يعتبر قصائده قد كتبت له خصيصا، “فأمير النانا يمدّ قرصا من نيران اللغة الشحرية فتخرج قصيدته لواعج من الثراء العاطفي الشحري إلى اتساع الضاد، فيختار لترجمة المشاعر مفردات مشتركة يلتقي على معانيها ابن عمان المحتقب حول قصعة المعذيب في ضلطوت بابن نواكشوط الذي يرجرج حلبة الضحى في من نوق صحراء موريتانيا.
يقول الكثيري:
صباحك من صلاة الصبح إلى آخر غياب النور
صباحك ورد يا عمق الجراح الساكنة فيني
يشق المعجزة نورك ويبني في المجرة دور
مسافة والغلا يكب وأنا حد السما طيني.
وينوّه الأستاذ حمود السيابي بعدد من المقطاع الشعرية للكثيري التي غنّاها عدد من المطربين في الخليج، مثل الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر:
إذا ما جفت أقلامي وعيّت تستعير أحبار
تشب حواشي الطرسة وتبكي حرفها المبتور
تعال وبعثر أوهامي وانثرها غناء وإصرار
إذا نادى غدك أمسه غياهب أزمنة وعصور
وهناك أغنية قدمها الفنان والملحن المعروف عبدالرب إدريس:
جيتك أمل مفقود وأنفاس تحبي
شاكي ظمأ وعروق قد عافتك ريق
ياللي تلامس غيم كاسات نخبي
وعلى بساط الريح مسراك توفيق
كما يجدد الكثيري في القصيدة، فهي لا تسير على نهج واحد، بل تعبر إلى قارئها على أكثر من صورة، فتأتي أحيانا عمودية تقليدية، وأحيانا كأهزوجة سريعة، مبتلة بموسيقا القصيدة ومعناها:
مد الخريف..
وما بقت أنفاس
وجف الروح في الأغصان ..
وتناثر
وسافر بالندى ريحٍ ..
وسّل الفاس
يهز الجذع من ساسه..
ولا طائر !!
إلى أن يقول:
يطيح النخل ….
في عيني
غصون يباس
وصار المنحنى …
أصعب على العابر !!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى