اتجاهات

الاستثمار في راس المال البشري

بقلم: أمل الجردانية

يلعب رأس المال البشري دوار هاما في خدمة التنمية في جميع بلدان العالـم بلا استثناء.. إذا يعتبر راس المال البشري حجر أساس في كل تنمية وهذا ما دفع إلى زيادة الاهتمام به وتنميته ودمج العامل البشري مع العملية التنموية باعتباره المورد الحقيقي والمصدر الأساسي للنمو والتطوير.
الكثير من الدول اولت اهتماما كبيرا بتنمية راس المال البشرى وهناك نماذج ناجحة في مجال التنمية والاستثمار من خلال التركيز على التعليم والتدريب واستقطاب الكفاءات للوصول إلى تكوين ثروة بشرية مؤهلة ومدربة ومن هنا تأتي الأهمية التي توليها الدولة في الاستثمار في راس المال البشري الذى يعتبر عاملا قوياً تتميز به الدولة.
وهنا السؤال ..
ما مدى أثر استثمار رأس المال البشري في تفعيل التنمية البشرية ؟
نستطيع القول أن التنمية البشرية ترتبط بعملية تنموية تركز على البشر إذ يعد الاستثمار في راس المال البشري في مقدمة القضايا التى تعني بها المجتمعات على خلاف أنظمتها ومستويات نموها حيث ثبت أن العنصر البشرية ليس فقط من عناصر الإنتاج ومحددات الإنتاجية بل هو المؤثر في جميع مكونات التنمية .
وبما أن الاستثمار في العنصر البشرى مخصص لتنمية مهارات ومعارف وقدرات الموارد البشرية العاملة فإن القوة الاقتصادية اليوم تقاس بنوعية الموارد البشرية وكفاءتها وحسن استخدامها لما لها من أهمية وعائد كبير ويستطيع المجتمع ان يستخدمها في تصحيح المسارات التنموية وتوجيهها التوجيه الامثل وتكوين العدد اللازم من الكفاءات والعقول الخلاقة والاهتمام بالحاجات الاساسية للأفراد وتوفير البيئة الحاضنة وتقديم الدعم المستمر .
من خلال مكونات رأس المال البشري وعناصره الأساسية الثلاث (الكفاءات – التجارب والخبرات – المعارف والمؤهلات).

إذا رأس المال البشري عبارة شائعة في ريادة الأعمال ومجال الاستثمار.. وهنا يمكن القول على أن رأس المال البشري يعني القيمة الاقتصادية التي يحققها العامل من خلال مجموعة القدرات والإمكانيات الإبداعية والمهارات التي يمكن أن تولد معه أو يكتسبها من خلال الممارسة.. ومن الضروري تطوير رأس المال لتحقيق أفضل استثمار ممكن في أي مجال من مجالات الاستثمار.
سابقا كان الاعتقاد أن الاستثمار الحقيقي يرجع إلى الاستثمار في رأس المال الطبيعي (الآلات والمعدات) ولكي يتمكن المجتمع من زيادة دخله لا بد له أن يوجه جزء من دخله للاستثمار في رأس المال الطبيعي وكان الاعتقاد كذلك على أن زيادة الناتج المحلي (النمو الاقتصادي) يرجع إلى الزيادة التي تحصل في رأس المال الطبيعي + الزيادة في عدد العمال الخام وكان ينظر إلى التعليم على أنه نوع من أنواع الاستهلاك الذي ينقص ثروة المجتمع ..
تغيرت المفاهيم وتعمق الاقتصاديون في مجال التعليم وأشار منهم الكثير إلى
أهميته في زيادة ثروة المجتمع واتفقوا على أن الزيادة التي تحصل فى الناتج المحلى لا ترجع فقط إلى الزيادة فى رأس المال الطبيعي وإنما هناك عوامل أخرى تدعم هذه الزيادة منها عامل التعليم.
من هنا ثبت أن متغير التعليم استثمار وليس استهلاك بعد أن وجد أنه يسهم بنسبة كبيرة فى تلك الزيادة.
فالاستثمار فى راس المال البشري لا يقل أهمية عن الاستثمار فى راس المال الطبيعي وإنما يفوقه خصوصا فى عصر التقدم مع التكنولوجيا والتقنية التي تتطلب مهارات خاصة للتعامل معها بعنصري التعليم والتدريب التي يعتبران التنافس القادم على الريادة العالمية.
خلاصة القول..
يعتبر رأس المال البشري من الموارد المهمة في أي استراتيجية تتبناها أى دولة لزيادة معدلات النمو لديها.. فمهما أهتمت الدولة فى تحديث التجهيزات وتعزيز القدرة الانتاجية وحددت أهدافا طموحة فإن كل هذا لن يتسنى تحقيقه دون وجود العنصر البشري.. كذلك بمرور الوقت قيمة الموارد المادية تتناقص قيمتها كالتجهيزات بالاستهلاك أو التقادم بينما المورد البشرى تتزايد قيمته بالخبرات المتراكمة ويتكامل بالموارد الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى