المقالات

ميلاد عمان

بقلم: منى المعولي

قد تعجزني الأبجدية وقد تسابقني وقد تحاصرني في زاوية وهي زاوية كلما تعمقت فيها وجدتها تزيد اتساعا وتسمو علوا فحينما اتحدث عن المجد أجد أن المجد عنوان عريض لا تسعه مفردتي لأكتب عن هذه السيرة العطرة منذ شروق شمس عمان الحديثة ومنجزات العهد الزاهر الميمون للمغفور له جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه وجزاه عنا خير جزاء هذا الإمتداد والبعد الشامل العميق لماهية الوطن والقائد كل ذرة من ذرات الإعتزاز التي تجعلني / تجعلكم / تجعلنا عمانيين في وطن تم تأسيس روابطه على التسامح والنظرة الثاقبة على روح التآلف المشفوع بالعمل والسير قدما نحو تحقيق كل ما تصبوا إليه الأوطان والمواطنين

حين أشرقت شمس نهضة عمان في ٢٣ يوليو من عام ١٩٧٠، الإشراقة التي تعهد صاحبها معها للعمانيين قائلا: لقد كان بالأمس ظلام ..

الحقيقة أن من بعد العام الأول ذاك لم تعد عمان كما كانت قبله، فقد تنفست الأرض ودبت الحياة في صحاريها وتنهدت الأراضي البور واخضرت عشبا ونهضت عمان من جديد لتسابق الحضارات ولتقف شامخة فوق تلال العالم لتقول للتاريخ إني هنا، وحتى بعد أن سكن قابوس عميقا في تراب الروح بقى محفورا شطر الخلود اسمه وعمان الخالدة هي صنعته ورسمه.

٢٣ يوليو ليس تاريخا نستحضره من رزنامة الزمن لنتحتفل به كأي ذكرى عابرة إنما هو تاريخ محفور ومطرز بنقوش التضحية والهمة والإباء تاريخ النقلة النوعية بكل ما تحمل المفردة من تجليات وبكل ما تتسع مدارك العقل من أفاق

ليكن هذا التاريخ مدونا للأجيال حاضرا على الدوام يتجدد كتجدد الهواء في الرئتين ثابتا كالطود العظيم

المتبحر في سيرة السلطان قابوس طيب الله ثراه يجد أنه كان يؤسس البشر مع الحجر، فقد كانت القضايا الإنسانية في المرتبة الأولى من اهتماماته، وفي علائق الإنسان بالإنسان، كان كحمامة بيضاء تفرش جناح السلام لينجو العالم، وليبتعد البشر عن الشقاق والنزاع والفتن، لقد حرص على أن يكون صديقا للجميع وقد كان أعظم حرصه أن يفتح خارطة العالم ويرى في كل بلد عليها تربطه صداقة بعمان،
ومن منا اليوم لا يفتخر بهذا الوطن وما تحقق على أرضه من منا لا يتسامى بهذا الكم الكبير من العطاءات لرفعته وعلوه

واليوم ونحن نمضي قدما بذات النهج المرسوم نحو مستقبل يكرس كل جهوده من أجل عمان الوطن ومن أجل عمان المواطن ومن أجل عمان البناء والحضارة والتقدم في العهد السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق أيده الله وجعله قائدا ممتطيا صهوة التقدم والنجاح لهذه المسيرة الشامخة التي تحتفي بمجدها عمان من اقصاها حتى اقصاها.فكلنا لنا الفخر بهذا المجد والاعتزاز

رحل قابوس السلام وبقى ٢٣ يوليو يضيء بذات الوهج فقد وهبت لنا السماء السماء بذات القدر وذات الصفات وذات العطاء (الهيثم)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى