المقالات

عيدنا في ظل أزمة كورونا

بقلم:د. سيف الهاشمي

الحياة اليومية مرهقة ومليئة بالشكوك بالضغوط والتلقلبات، و الحصول على وقت خاص من العام وعندما نعرف بالضبط ما يجب القيام به، بالطريقة التي قمنا بها دائمًا، يوفر شعورًا مريحًا بالتحكم والاستقرار.
للأعياد والاحتفال بها مجموعة واسعة من الفوائد الاجتماعية والنفسية تساعدنا في خلق معنى للحياة بالنسبة لنا، إنها تساعدنا على الإحساس بالانتماء والتواصل مع بعضنا البعض .
الأعياد وسيلة جيدة ووقت مناسب لإخبار من نحبهم بمدى تقديرنا لهم، ومشاعرنا نحوهم سواء من أصدقاءنا أو عائلاتنا، ومشاركة الكلمات المحفزة والحميمية.
يحلّ عيد الاضحى علىنا ونحن نعيش ذروة الازمات الحياتية والاقتصادية والمالية، و جانحة كورونا زادت من فداحتها وتأثيراتها و طالت شرائح المجتمع كافة من دون استثناء.
وأحدثت هذه السلسلة من الأزمات الى تغيرات وتبديلات في أحوالنا واصبحنا نكابد من أجل تأمين الحد الأدنى من حياتنا اليومية ، تخلينا عن أبسط الكماليات

رغم ان عيد الأضحى يأتي وللعام الثاني، وقد فقد الكثر من ملامحه وتفاصيله الجميلة، واختفت بعض مظاهره وطقوسه التي تُمارسها بعشق كل الأجيال وذلك بسبب جائحة كورونا التي تحتاج العالم ولكن العيد كما هو لم يتغير باقٍ بمظاهره إلى أن تقوم الساعة بالرغم من كل الظروف يظل للعيد، بشائره و جداول فرحه و شرفاته التي ترسم أودية الألق الجميل .
العيد، كان ومازال وسيبقى رغم كل الظروف والمحن والأزمات، الزائر الجميل الذي تُفتح له أبواب القلوب و شبابيك الروح، لانه هدية الله لنا التي تُسعد صغارنا وتُبهج كبارنا .
نعم ، مشاعرنا أصبحت مختلطة ومتباينة ، وهي تواجه هذا الطوفان الهائل من الهواجس والمخاوف ، حول فرحة العيد وسط كل هذه الإجراءات والاحترازات الوقائية والضرورية، خاصة مع تزايد أعداد المصابين والوفيات .
أصبحنا في حيرة تتنازعنا بين حالتين مصيريتين، المظاهر والطقوس المؤنسنة للعيد والتي اعتدنا عليها كل تلك السنين، أو مواجهة الحقيقة والاكتفاء بالتهنئة والاتصال عن بعد.
الأولى، ممارسة إنسانية مفضلة ومحببة، ولا تكون إلا بلقاء الأهل والأحبة والأصدقاء في المساجد والمنازل والأماكن العامة، وبتبادل التهاني والأحاديث والزيارات، وبمعايدة الأطفال ورسم الفرحة على وجوههم وقلوبهم ولكن نتائجها وتبعاتها وخيمة وكارثية.
الأخرى، مباركة افتراضية بعيدة، ولكنها آمنة ومنجية.
يبقى الالتزام ضرورياً في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى، لاعتبار أنه من المتوقع أن تحصل الاجتماعات التي قد تساهم في نشر الفيروس. هذا فيما لا يعرف الفيروس فترة سماح ولا يمهلنا حتى نستمتع بفترة الأعياد. هذا لا يعني أن الأعياد يجب أن تمر علينا حزينة تغلب عليها أجواء الاكتئاب.

للضرورة أحكام وللأزمات اعتبارات، وبإذن الله ستعود حياتنا كما كانت، وذلك بتعاوننا وحرصنا جميعاً، وتزول هذه الجائحة البغيضة للأبد، ليطل علينا العيد السعيد بكل ألقه ووهجه.
كيف يمكن التغلّب على هذه الأجواء السلبية وتداعياتها والاحتفال بالأعياد؟

البحث عن مظاهر الفرح ومصادره. فهذا ضروري ومطلوب، سواء مع انتشار الوباء أو في أي ظرف سلبي آخر يمكن أن نواجهه في حياتنا. ففي هذه الفترة الدقيقة، يحتاج كل فرد إلى مصادر الفرح لتغذية الصحة النفسية.

انطلاقاً من ذلك، يجب الحفاظ على حد أدنى من العادات المرتبطة بالأعياد:

– الاعتماد على وسائل الاتصال المتوافرة حفاظاً على العلاقات مع الآخرين ليبقى الشعور بالأعياد موجوداً. فيمكن اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل مع المقربين التي جرت العادة على تمضية فترة الأعياد معهم.

– الحفاظ على التقاليد والعادات المرتبطة بالزينة والتحضيرات للأعياد، لأنها تعطي إحساساً بالاطمئنان والحفاظ على الروتين.

العيد هو العيد، ومهما كانت المنغصات والأزمات، فهو الضحكة المدوّية التي يُتقنها الأطفال، وهو الفرحة الكبرى التي تُحيي فينا الآمال.
العيد عبادة أمر الله بها وشرع فيها البهجة والفرح. أظهروا فرحتكم وسعادتكم طاعة لله ولرسوله، قال تعالى : ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾.

كيف لا نفرح وهذه هدية الرحمن لعباده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى